المقاومة تلتزم بالتهدئة وتبعث رسائل لإسرائيل: استعادة الأسرى بالقوة لن تُسفر إلا عن خسائر
شبكة الشرق الأوسط نيوز : بالرغم من التزام فصائل المقاومة بتطبيق بنود اتفاق التهدئة، والذي تمثل في تسليم جثامين أربعة إسرائيليين كانوا من ضمن الأسرى وقتلوا في هجمات إسرائيلية خلال الحرب، إلا جيش الاحتلال واصل هجماته ضد القطاع، وسجل خروقات جديدة للاتفاق.
نتنياهو مصاص دماء
وكما في المرات السابقة، أقام مقاتلو حماس منصة لتسليم جثث الإسرائيليين الأربعة، وقد اختارت أن تكون منطقة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس مكانا للتسليم.
ووضع على خلفية المنصة صورة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقد شبّه فيها بمصاصي الدماء، وكذلك صورة للأسرى القتلى وكتب على الصورة: “قتلهم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو”.
وانتشر في محيط المنطقة مقاتلو كتائب القسام وفصائل المقاومة، وكان أحدهم يحمل بندقية تعود لجيش الاحتلال جرى السيطرة عليها خلال يوم السابع من أكتوبر 2023، قبل أن تصل إلى المكان عربات تقل صناديق سوداء بداخلها جثامين الإسرائيليين، وقد وضع على كل صندوق صورة للقتيل مع بياناته، ومن ثم حضرت عربات للصليب الأحمر وقامت بعد التوقيع على استلامهم مع أحد أفراد القسام، بنقل الصناديق إلى الجيش الإسرائيلي الذي تواجد في منطقة حدودية فاصلة عن قطاع غزة.
وجرى تنظيم مراسم استقبال رسمية في الجانب الإسرائيلي، قبل أن يتم نقل الصناديق إلى أحد المختبرات لفحص الجثامين. وذكر جيش الاحتلال أن عملية التعرف على الجثث قد تستغرق ما يصل إلى 48 ساعة، حيث سيجري دفنهم لاحقا في مراسم عسكرية.
والأسرى الذين جرى تسليمهم هم أم وطفلان من عائلة بيباس (شيري وأرييل وكفير)، بالإضافة إلى المحتجز عوديد ليفشتس.
واشتركت في عملية التسليم كل من كتائب القسام، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب المجاهدين.
وقال مسؤول عسكري في كتائب المجاهدين، إن الأسيرة بيباس، التي يتم تسليم جثتها أسرها جناحه العسكري يوم السابع من أكتوبر، وأنها كانت تعمل سكرتيرة في مكتب قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة، وأنها خدمت أيضاً سابقاً في الوحدة 8200، وأنها قضت في غارة إسرائيلية هي وآسريها.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم القسام، أعلن أنهم قرروا تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس الذين كانوا جميعاً على قيد الحياة بعد أسرهم، حيث قتلوا في قصف لجيش الاحتلال استهدف أماكن احتجازهم.
وحسب المعلومات، فإن عائلة شيري بيباس، كانت تتواجد في أحد المنازل رفقة ابنيها، قبل أن يتعرض المنزل لقصف بصاروخ كبير أطلقته طائرة حربية نفاذة، ما أدى إلى تدمير المنزل وتسويته بالأرض.
وفي أوقات الحرب كانت المقاومة تعلن عن مقتل إسرائيليين في غارات جوية نفذها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة.
رسالة حماس
وقالت حركة حماس في بيان لها حول عملية التسليم، إن كتائب القسام وفصائل المقاومة، حرصت في مراسم تسليم جثامين الأسرى على مراعاة “حرمة الموتى ومشاعر عائلاتهم”، رغم أن جيش الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء، وأنها حافظت على حياة أسرى الاحتلال، وقدمت لهم ما نستطيع، وتعاملت معهم بإنسانية، “لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم”.
وأوضحت أن جيش الاحتلال قتل أسراه بقصف أماكن احتجازهم، وقالت: “حكومة الاحتلال النازية تتحمّل المسؤولية الكاملة بعد أن عرقلت اتفاق التبادل مرارا”.
وأضافت: “يتباكى المجرم نتنياهو اليوم على جثامين أسراه الذين عادوا إليه في توابيت، في محاولة مكشوفة للتنصّل أمام جمهوره من تحمّل مسؤولية قتلهم”، لافتة إلى أن كتائب القسام والمقاومة بذلت كل ما في وسعها لحماية الأسرى والحفاظ على حياتهم، “إلا أن القصف الهمجي والمتواصل للاحتلال حال دون تمكّنها من إنقاذ جميع الأسرى”.
وقالت في رسالة إلى عوائلهم: “إلى عائلات بيباس وليفشتس: كنّا نفضّل أن يعود أبناؤكم إليكم أحياءً، لكن قادة جيشكم وحكومتكم اختاروا قتلهم بدلًا من استعادتهم، وقتلوا معهم: 17881 طفلاً فلسطينياً، في قصفهم الإجرامي لقطاع غزة، ونعلم أنكم تدركون من المسؤول الحقيقي عن رحيلهم، لقد كنتم ضحية لقيادة لا تكترث لأبنائها”.
وأكدت حركة حماس أن التبادل “هو الطريق الوحيد لإعادة الأسرى أحياء إلى ذويهم”، وقالت محذرة: “أي محاولة لاستعادتهم بالقوة العسكرية أو العودة إلى الحرب لن تُسفر إلا عن مزيد من الخسائر في صفوف الأسرى”.
من جهتها، قالت حركة المجاهدين التي كانت تأسر عائلة بيباس، إن ناشطيها أظهروا أروع صور المعاملة الحسنة والإنسانية في التعامل مع هذه العائلة من الساعات الأولى، لافتة إلى أن هذا الأمر بثته شاشات التلفزة العالمية، وأن هذا الحال “استمر رغم صعوبة الظروف حتى قرر المجرم نتنياهو قتلهم بقصف جبان لمكان الأسر”.
وأوضحت: “️في مقابل معاملة مجاهدينا الحسنة لأسرى العدو، يرتكب جيش الاحتلال أبشع جرائم التنكيل والتعذيب والقتل ضد آلاف الأسرى الفلسطينيين البواسل ويمنع عنهم أبسط مقومات الحياة في ظل صمت دولي مخزٍ”.
خرق التهدئة
إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث واصل منع دخول المنازل المتنقلة والخيام اللازمة لإيواء النازحين، كما واصل تعطيل عملية إدخال المعدات الهندسية والجرافات الخاصة بإزالة الركام وفتح الطرق، وإصلاح البنى التحتية، كما نص اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلاوة عن ذلك، قامت قوات الاحتلال المتوغلة في محيط قطاع غزة، وعلى “محور فيلادلفيا” الفاصل بين جنوب القطاع والأراضي المصرية، بإطلاق زخات من الرصاص صوب مناطق سكنية قريبة.
المصدر : القدس العربي