*فادي السمردلي يكتب: لا نريد أن نرى استبداد للقيادات الحزبية✌️*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
ما هو مفهوم استبداد القيادات الحزبية☝️؟
الأحزاب السياسية، في مفهومها الحقيقي، هي مؤسسات جماعية تقوم على أسس واضحة من التنظيم والعمل المشترك، حيث تُوزَّع الأدوار بين هيئاتها المختلفة كاللجان، والمكاتب، والمجالس، والدوائر فكل واحدة من هذه المكونات لها مهامها المحددة بدقة، وهي أدوات حيوية لصنع القرار، وتوجيه العمل، وممارسة الرقابة الداخلية، بما يضمن تحقيق أهداف الحزب الكبرى فلا نريد ان نرى في بعض الأحزاب، اختطاف لهذا الدور الطبيعي لتلك الهيئات بفعل قيادات حزبية تتعامل مع الحزب وكأنه مزرعة خاصة، تُدار بنزواتها ومصالحها الضيقة، دون احترام للأدوار المؤسسية أو القواعد التنظيمية.
هذا الاستبداد الحزبي الذي نامل ان لا نراه في احزابنا سيجعل من الهيئات والمكاتب مجرد واجهات شكلية، بلا روح أو فعالية،وستُختزل كل القرارات في يد القيادة أو مجموعة ضيقة من الموالين(شله) لها فهذه الممارسة ستسلب الأحزاب جوهرها الديمقراطي، وستحولها إلى كيانات مهترئة لا مكان فيها للتنوع أو النقاش الحر وعندما تُسيطر القيادة الحزبية من هذه النوعية (أجلكم الله ) على كل مفاصل التنظيم، وتُجرد المكاتب واللجان والمجالس من صلاحياتها، فإنها ستُغلق أبواب الإبداع، وتقتل الحماسة بين أعضائها، وتدمر قدرتها على الاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية.
نحن لا نريد أن نرى في الأحزاب الأردنية قيادات تسلب الآخرين حقوقهم وتحتكر السلطة والقرار فالحزب ليس مشروعًا فرديًا أو ملكية شخصية، بل هو ملك لجميع أعضائه، وهم شركاء متساوون في الحقوق والواجبات فالقيادة التي ستتغول على صلاحيات الهيئات والمكاتب ستسيء للأعضاء وتقلل من قيمة العمل الجماعي، مما يجعل الحزب أشبه بجسد بلا روح فالقيادة الحزبية الحقيقية هي التي تعطي لكل هيئة دورها، وتحترم استقلاليتها، وتؤمن بأن القوة الحقيقية للحزب تكمن في جماعية القرار وتنوع الأفكار.
إلى تلك الأحزاب التي لديها نية واؤكد نية احتكار القرارات، نقول ابتعدوا عن تحويل أحزابكم إلى إقطاعيات شخصية، وابتعدوا عن اغتصاب أدوار هيئاتكم التنظيمية لأن احتكار القرار والتفرد بالسلطة سيؤدي إلى انهيار الحزب وفقدانه لمصداقيته فالحزب يجب أن يكون مدرسة للعمل الديمقراطي والتشاركي، لا أن يصبح نموذجًا مصغرًا للاستبداد والهيمنة فإذا حدثت هذه الممارسات، فإنكم تحكمون على أحزابكم بالزوال، وعلى العمل السياسي بالانهيار.
الحزب مؤسسة جماعية، وقيادته مسؤولية، وليست امتيازًا أو غنيمة وعليكم الالتزام بالعمل المؤسسي القائم على احترام الجميع، أو ستسيروا بأحزابكم نحو الهاوية، حيث لن تنفعكم شعاراتكم ولا سلطتكم المزعومة فالديمقراطية الحقيقية تبدأ من الداخل، ومن لا يحترمها في تنظيمه الداخلي، لا يمكن أن يكون أمينًا عليها خارجه فلا تنفردوا في القرارات وتتغولوا على عمل هيئات الحزب حتى لا نراها في احزابنا الأردنية.