احتلال متهالك منهك وسيادة فلسطينية منتهكة ولا حل على الأرض

بقلم: د. تيسير فتوح حجه  ….

الأمين العام لحركة عداله.
رغم ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي تسويقه عن قوةٍ وهيمنةٍ وقدرةٍ على فرض الوقائع، إلا أن الحقيقة على الأرض تكشف احتلالًا متهالكًا منهكًا، مأزومًا سياسيًا وأخلاقيًا وأمنيًا، يعيش أعمق أزماته الوجودية. احتلالٌ لم يعد يملك مشروعًا قابلًا للحياة، ولا رؤية للمستقبل سوى المزيد من القمع والقتل والتدمير، في مواجهة شعبٍ فلسطيني ما زال متمسكًا بحقه في الحرية وتقرير المصير.
في المقابل، تعيش السيادة الفلسطينية حالة انتهاكٍ مستمر، ليس فقط بفعل الاحتلال الذي يسيطر على الأرض والمعابر والموارد، بل أيضًا نتيجة واقع الانقسام السياسي، وغياب الإرادة الوطنية الجامعة، وتعطيل المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها المجلس التشريعي، ما أضعف الموقف الفلسطيني داخليًا وخارجيًا، وترك المواطن مكشوفًا بلا حماية سياسية أو قانونية حقيقية.
الاحتلال، في شيخوخته السياسية، لم يعد قادرًا على حسم الصراع، ولا على فرض “السلام” بالقوة، فكل عدوان يزيد من عزلته الدولية، وكل مجزرة تفضح زيف روايته. ومع ذلك، فإن هذا الضعف لا يعني قرب النهاية ما لم يُقابل بمشروع وطني فلسطيني موحد، يعيد الاعتبار للنضال السياسي والشعبي، ويُنهي حالة الانتظار والرهان على حلول وهمية ثبت
فشلها.
أما الحديث عن “حل على الأرض” في ظل الاستيطان المتسارع، وتهويد القدس، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وتحويل غزة إلى منطقة منكوبة، فهو حديث منفصل عن الواقع. لا دولة فلسطينية بلا سيادة حقيقية، ولا سلام دون إنهاء الاحتلال كاملًا، ولا استقرار دون عدالة، ولا عدالة مع استمرار الإفلات من العقاب.
من هنا، تؤكد حركة عداله أن الخروج من هذا المأزق التاريخي يتطلب:
إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية ووطنية جامعة.
إنهاء الانقسام فورًا، وتوحيد البرنامج الوطني في مواجهة الاحتلال لا في إدارة الخلافات.
تفعيل أدوات المحاسبة الدولية وملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم.
تعزيز صمود المواطن الفلسطيني وحماية كرامته وحقوقه الاجتماعية والاقتصادية.
إن الاحتلال المتهالك قد يطيل أمد أزمته بالدم والنار، لكن الشعوب لا تُهزم، والحقوق لا تسقط بالتقادم. ويبقى الرهان الحقيقي على وعي شعبنا، ووحدة قواه، وقدرته على فرض معادلة جديدة قوامها: الحرية أولًا، والسيادة حق غير قابل للتجزئة أو المساومة.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا