*فادي السمردلي يكتب:ضعف التواصل الخطر الصامت الذي يهدد الأحزاب السياسية*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
ماذا يعني ضعف التواصل داخل الأحزاب 😡😷☝️؟
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
التواصل هو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي حزب سياسي ناجح، فهو ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو الأداة التي تعزز الولاء، وتقوي الانتماء، وتضمن وحدة الصف بين القيادة والقواعد الشعبية فعندما يكون التواصل ضعيفًا، فإن الحزب يفقد بوصلته الداخلية، ويصبح معرضًا للتفكك والاضمحلال ففي ظل عالم سياسي متغير وسريع الإيقاع، لا يمكن لأي حزب أن يحقق أهدافه أو يحافظ على نفوذه ما لم يكن لديه آليات تواصل فعالة ومستدامة، تربط القيادة بالأعضاء وتعزز حضور الحزب في المشهد السياسي.
إن ضعف التواصل داخل الأحزاب لا يعد مشكلة سطحية يمكن التغاضي عنها، بل هو تهديد وجودي يتسلل بصمت ليقوض أركان الحزب من الداخل فعندما تغيب قنوات الاتصال الفعالة، تنشأ فجوة خطيرة بين القيادة والقاعدة، وهي فجوة تزداد اتساعًا مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى انتشار الشائعات وسوء الفهم، ويخلق حالة من الإحباط لدى الأعضاء الذين يشعرون بأنهم مجرد أدوات انتخابية تُستخدم عند الحاجة، ثم يتم تجاهلهم بعد ذلك فهذا الشعور بالخذلان يؤدي إلى ضعف الحماس، وانخفاض معدلات المشاركة في الأنشطة الحزبية، بل وربما انسحاب الأعضاء لصالح أحزاب أخرى توفر لهم بيئة أكثر تفاعلية وانخراطًا في عملية صنع القرار.
إن غياب استراتيجية تواصلية واضحة لا يضعف فقط التماسك الداخلي للحزب، بل يضعه أيضًا في موقف ضعيف أمام خصومه السياسيين فالحزب الذي يفشل في إيصال رسالته وإشراك أعضائه بفاعلية، يصبح عرضة للتهميش والتراجع، لأن الجمهور لن يتفاعل مع كيان غامض وغير واضح الأهداف لذلك، من الضروري أن تعتمد الأحزاب على وسائل تواصل متعددة، تشمل الاجتماعات الدورية مع الأعضاء، واستغلال الإعلام التقليدي والحديث بشكل مكثف، وإنشاء منصات تفاعلية تتيح للأعضاء والجمهور التعبير عن آرائهم والمشاركة في رسم سياسات الحزب كما أن الاستماع المستمر إلى القواعد، والاستجابة الفورية لمطالبهم وتطلعاتهم، يعزز الثقة بين القيادة والأعضاء، ويجعل الحزب أكثر تماسكًا وقوة في مواجهة التحديات.
إن الحزب الذي يتجاهل أهمية التواصل، ويعتمد فقط على تحركات موسمية خلال الانتخابات، يضع نفسه في موقف ضعف لا محالة فالأحزاب القوية لا تُبنى فقط على الخطابات الرنانة أو الحملات الانتخابية المؤقتة، بل على تفاعل دائم ومستمر مع القواعد الشعبية، وإدراك أن التواصل هو صمام الأمان الذي يحفظ وحدة الحزب ويضمن استمراريته. إن ضعف التواصل ليس مجرد خلل تنظيمي، بل هو قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، مدمرةً الحزب من الداخل، ومحوّلة إياه من قوة سياسية مؤثرة إلى مجرد ذكرى في تاريخ المشهد السياسي.