الهجري يجدد انتقاداته لدمشق: الإعلان الدستوري “غير منطقي”- (فيديو)

شبكة الشرق الأوسط نيوز : عاد الرئيس الروحي الأبرز لطائفة المسلمين الموحدين في السويداء السورية، حكمت الهجري، اليوم السبت، إلى توجيه انتقاداته الحادة إلى “الإعلان الدستوري” الذي أصدرته حكومة المرحلة الانتقالية مؤخرا، واصفاً إياه بأنه “غير منطقي”، ومؤكداً في ذات الوقت أنه “مع وحدة أرض وشعب سوريا وبناء دولة ديمقراطية دستورية”.

جاء الانتقاد الجديد للهجري بعد تصريحات سابقة حادة له أكد خلالها أنه “لا وفاق أو توافق مع حكومة متطرفة بكل معنى الكلمة ومطلوبة للعدالة الدولية”.

وعلى خلفية حملة تعرض لها الهجري بعد تصريحاته السابقة التي كان قد أطلقها إثر الأحداث الدامية التي حصلت في الساحل السوري، زارت اليوم وفود غفيرة من محافظة السويداء ومن الفصائل المسلحة القريبة من نهج الهجري دارته في بلدة قنوات، شمال مدينة السويداء، لتعلن دعمها لنهجه وللخط الذي يتبناه. وخلال مخاطبته المتجمهرين أمام منزله، قال الهجري إن “ثوابتنا الوطنية هي نفسها، ولكن عندما بدأت تصل الأمور إلى حدّ عدم التفكير المضبوط والصحيح بما يخص مصير هذا البلد، فلا بد أن نتدخل بفكرنا”.

وشدد الهجري على أن “كل منا هو طالب سلام، ونحن طُلاب سلام ولا نتعدى على أحد ولا أحد يتعدى علينا”، معتبراً أن “مواقفنا هي مواقف الكرامة والشهامة والحفاظ على الأرض وعلى العرض وعلى الوطن متماسكا وهذا ما نراه فيكم، ونحن نشاهد مستقبل بلدنا الموحد بأهله وشعبه وأرضه من خلالكم، ونعيد التأكيد بأننا طلاب سلام وطالب السلام هو الأقوى”.

وعرف عن الهجري احتضانه للحراك الذي استمر أكثر من عام في ساحة الكرامة بمدينة السويداء ووقوفه داعماً رئيسياً للفصائل المسلحة في المحافظة التي حدت بشكل كبير من نفوذ النظام السابق، وهو واحد من ثلاثة زعماء روحيين في المحافظة إلى جانب كل من يوسف الجربوع الذي يقيم في مدينة السويداء وكان قريباً من النظام السابق، وحمود الحناوي المقيم في بلدة سهوة بلاطة جنوب السويداء وظهر في موقع الوسط بين الهجري والجربوع.

وقال الهجري أمس في كلمة أمام ضيوفه نقلتها معظم الصفحات الخاصة بمحافظة السويداء: “لا يكفي أن يجلس البعض مع بعضهم ويقدموا مجموعة من الأفكار ثم يعتبرونها توافقا واتفاقا ولكن مع من سنتوافق”، وتابع: “إننا سوريون قبل أن يصل هؤلاء إلى مواقعهم، ومثل هذه الوضاعة في التفكير تفرض علينا أن نتخذ مواقفنا إلى أن يثبت العكس، وحينها فإن الله يهونها”، مؤكداً أنه “مع وحدة أرض وشعب سوريا وبناء دولة ديمقراطية دستورية”.

واتهم الهجري جهات لم يسمها بمحاولة “الإيحاء أنهم نجحوا في إيقاع خلاف داخلي على مستوى الطائفة والمنطقة”، وتابع: “لكنهم لن يتمكنوا من ذلك”، مشدداً على أنه “لسنا لوحدنا في الساحة وإنما مع كل الأحرار في سوريا”.

 

والأسبوع الماضي، قال الهجري في مقطع مصور، خلال لقاء مع فعاليات اجتماعية: “لا وفاق أو توافق مع حكومة متطرفة بكل معنى الكلمة ومطلوبة للعدالة الدولية”، معتبراً أن انتقال بعض الشباب إلى جانب الإدارة السورية الجديدة “يعز علينا”، واتّهمهم بأنهم “يبيعون أهلهم وكرامة أهلهم وتاريخ أهلهم ودم أهلهم”.

وأضاف أن المرحلة الحالية هي “مرحلة كن أو لا تكون”، و”نعمل لمصلحتنا كطائفة وكل طائفة غنية برجالها وكوادرها، وبهذا الإرث الوطني الصحيح”.

وتعرض الهجري على خلفية مواقفه إلى انتقادات حادة. وفي تصريحات لها لقناة “العربية” تحدثت الكاتبة والصحافية مزن مرشد عن “وجود ثلاثة تيارات متصارعة في محافظة السويداء حالياً، تياران يسيران مع الدولة السورية لكن لديهما عدد من المطالب، وهذا أمر مشروع، وتيار ثالث وهو تيار شيخ العقل حكمت الهجري الذي يغرد خارج السرب”، مبينة أن أتباع تيار الهجري قلة وهناك رفض واضح من قبل أبناء المحافظة والسوريين عموماً لتصريحاته الأخيرة”.

وطالبت مرشد من الهجري أن “يطبق مبادئ الديمقراطية والمدنية والعلمانية والتشاركية على نفسه قبل أن يطالب الدولة السورية بتطبيقها، وعليه أن يلتزم بتسيير الشؤون الدينية فقط في المحافظة، وترك الأمور السياسية لأهل السياسة”، معتبرة أنه “ليس من الذكاء أن تقف اليوم السويداء في وجه حكومة دمشق”.

والأسبوع الماضي، تحدثت الأنباء عن التوصل إلى اتفاق بين الإدارة الانتقالية بدمشق وبعض الفصائل والوجهاء في السويداء يقضي بدمج كامل المحافظة ضمن مؤسسات الدولة، وإلحاق الأجهزة الأمنية فيها بوزارة الداخلية السورية، وأن يكون عناصر الشرطة المحلية من أبناء المحافظة، وتعيين محافظ وقائد للشرطة دون اشتراط أن يكونا من السويداء، لكن أوساط الهجري سارعت إلى نفي حصول أي اتفاق، معتبرة أن “ما حصل لا يتعدى كونه حواراً بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ومجموعة من وجهاء المحافظة”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.