*فادي السمردلي يكتب:(يُعطيكَ من طرف اللِّسانِ حلاوةً) خداع الكلمات وهشاشة الأفعال🫵*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

كما قال الشاعر :
يُعطيكَ من طرف اللِّسانِ حلاوةً
‏ويَروغُ منك كما يروغ الثعلب
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️🫵☝️☝️☝️☝️☝️☝️

قد نجد أن البعض ، سواء في المجال السياسي أو الإداري أو الاقتصادي أو الاجتماعي حتى في القطاع الخاص، تستخدم أسلوبًا متقنًا في الإغراء بالكلمات، ولكن دون أن يكون لها أي رصيد حقيقي من الأفعال فهذا النوع من القيادات لا يقتصر على تقديم وعود براقة، بل يتجاوز ذلك إلى التلاعب بالمشاعر وتوجيه الأنظار نحو المستقبل، مستغلًا توقعات الناس وآمالهم، دون أن يكون لديه نية حقيقية لتحقيق تلك الوعود أو حتى محاسبة نفسه على إخفاقاته فهذه الفئة، ليس لديها القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وواقعية، بل في القدرة على إقناع الناس بوعود فارغة وتقديمهم كطعم لأهداف شخصية أو سياسية ضيقة فقد يتصور البعض أنهم أمام قادة قادرين على التغيير، لكنهم في الواقع أمام شخصيات ماكرة تتقن “الروغان” والتهرب.

من خلال هذه الرؤية، فإن هذه النوعية من الشخوص تبدي براعة في تقديم الخطط والمشاريع والمستقبل الوردّي، تمامًا كما تقول الحكمة: “يُعطيكَ من طرف اللِّسانِ حلاوةً”، لكنها سرعان ما تختفي خلف الأعذار والتبريرات حينما يُطلب منهم الوفاء بتلك الوعود فهؤلاء لا يتوانون عن توظيف الكلمات بطريقة تجذب القلوب والأذهان، ولكن في اللحظة التي يحين فيها وقت التنفيذ، يتبدد كل شيء كما يروغ الثعلب فهم يتبعون أسلوبًا خبيثًا قائمًا على المراوغة والتلاعب بالعواطف، ليظلوا في مواقعهم أطول فترة ممكنة، دون أن يحققوا للمنظومة او للاخرين شيئًا ملموسًا.

والأكثر مرارة في هذا السياق هو أن هذه النوعية من القيادات لا تعبر فقط عن ضعف شخصي أو فشل إداري، بل تساهم في إضعاف الثقة العامة في المؤسسات والمنظومات بشكل عام فنحن نرى اليوم العديد من هؤلاء “القادة” الذين يرفعون شعارات الإصلاح والتنمية ويعدون بتحقيق ما لم يتمكن غيرهم من إنجازه، ثم نجد أنهم يراوغون ويتراجعون عندما يكون الوقت قد حان لتحمل المسؤولية فيختفون وراء مبررات مثل الظروف غير المواتية أو مقاومة القوى الأخرى، بينما الواقع يشير إلى أنهم ببساطة لا يمتلكون الإرادة الحقيقية أو القدرة على تنفيذ تلك الوعود لأنهم بالأصل فاشلين.

أما بالنسبة للآثار الناتجة عن هذا النوع من القيادة، فهي لا تقتصر فقط على إحباط الناس أو فقدان الثقة، بل تمتد لتقويض المبادئ الأساسية للعمل العام فعندما يتبنى القائد او المسؤول المفترض انه أمين هذا الأسلوب المراوغ، يتسبب في تدهور العلاقة بينه وبين مرؤوسيه أو جماهيره فيصبح المجتمع أو المؤسسة في حالة من الجمود، حيث تنشأ فجوة بين الكلمات التي يُتقنها القائد وبين الواقع الذي يعيشه الأفراد فهذه الفجوة تؤدي إلى شعور عام بالخذلان، وتحول وعود التنمية والتغيير إلى مجرد خرافات يتم تداولها بين الناس.

وفي الحقيقة، هذا النوع من القيادات لا يُعتبر مجرد سلوك غير مهني، بل هو مظهر من مظاهر الهبوط الأخلاقي والإداري فالقيادة الحقيقية تتطلب أن تكون الأفعال متوافقة مع الأقوال، وأن يتحمل القائد تبعات وعوده مهما كانت التحديات ومع ذلك، فإن قيادات اليوم التي تتبع أسلوب “الحلاوة من طرف اللسان” في حالة وجودها سرعان ما تصبح عبئًا على المجتمع، وتحول كل حديث عن التغيير إلى مجرد حديث فارغ لا يغير من الواقع شيئًا.

في المحصلة، إننا أمام نوع من القيادات التي لا تحمل في طياتها إلا الوهن والهشاشة فهؤلاء القادة لا يقتصرون على تقديم وعود كاذبة فحسب، بل يعمقون شعورًا عامًا بالإحباط ويزيدون من تراجع الأمل في الإصلاح الحقيقي.إنهم يروغون كما يروغ الثعلب، ولا يفكرون في العواقب التي تترتب على فشلهم وبذلك، تصبح المؤسسات أو المنظومات بكافة أشكالها والتي تقاد من قبلهم مجرد أطياف تبحث عن حقيقة غائبة، بينما تظل الوعود العذبة التي يتداولها هؤلاء القادة، كالماء الذي يختفي من بين الأصابع.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.