فوضى الخوارج والدواعش الخلاقة في أمتنا في الماضي البعيد والقريب لغاية يومنا الحالي لم تنجز مخططات الصھيوغربيين للقضاء على الأمة…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…..
منذ أكثر من ثلاثة أشھر وأمام مرأى من العالم تمر سورية قلب العروبة النابض بمرحلة خطيرة ستكون لھا نتائجھا وتاثيراتھا وإرتدادتھا حاليا ومسقبلا على الدول المحيطة ودول الأمة كاملة، عبر الأدوات الصھيوغربية الداعشية التي تحكمھا وتعيث فسادا وقتلا وتھجيرا وسرقة وإغتصابا وتقسيما للأراضي والغنائم وتكفيرا لكل الطوائف الإسلامية وللأخوة العلويين والشيعة المسلمين وحتى المسيحيين، ولكل من يخالف ويحارب فكرھم المجرم القاتل للبشر والشجر والحجر، ولأنھم يحملون الفكر اليھودي الصھيوني الداعشي يتباھون بإرتكاب الجرائم وسفك الدماء البريئة ويصورون أنفسھم ويعتبرونھا إنجاز لھم، تماما كما كانت تفعل عصابات جنود الكيان الصھيوني في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وقد نشرت فيديوھات جرائمھم التي يندى لھا جبين الأمة والإنسانية وإبادتھم في الساحل السوري إلى العالم أجمع…
وللأسف الشديد أن بعض الدول الأوروبية إستنكرت تلك الجرائم ولم نسمع تصريح واحد من العرب يستنكر فيھ ھذھ الجرائم التي ترتكب ليلا ونھارا بحق الشعب السوري المظلوم، والذي ترك وحيدا بأيدي الدواعش وداعميھم يقتلونھم من الوريد إلى الوريد بحجج وأكاذيب متعددة بدأت بأنھا حالات فردية ثم بعد أحداث اللاذقية وثورة الأحرار عليھم وجھوا تھمھم إلى إيران بإشعال الأحداث، ثم وجدوا حجة إستخدمت سابقا في دولنا التي دمروھا ونشروا الفتنة فيھا وھي ملاحقة فلول النظام لتبرير جرائمھم فمكروا ومكر اللھ لھم واللھ خير الماكرين فكشفت حقيقة جرائمھم أمام العالم أجمع….
وھؤلاء الدواعش الذين يلبسون عباءة الإسلام وحماة السنة وأتباع الصحابة لا يمثلون الإسلام ولا السنة ولا الصحابة الكرام وھم براء منھم إلى يوم الدين، بل منذ ظھور ھؤلاء الدواعش بكل مسمياتھم وھم يعملون لتشويھ صورة الإسلام والسنة النبوية الشريفة والصحابة وأتباعھا الحقيقيين، بل وقتلوا الكثير من علماء السنة الذين حاربوا فكرھم في العراق وسورية وليبيا ومصر ولبنان وغيرھا وما زالوا يلاحقونھم في سورية ويقتلونھم…
ھؤلاء ھم الدواعش حكام سورية الجدد فلو كانوا يتبعون الإسلام والسنة والصحابة حقا لأتبعوا رسالة الإسلام السمحة في القرآن الكريم قال تعالى ( من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياھا فكأنما أحيا الناس جميعا)
وقولھ تعالى ( يا أيھا الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) صدق الله العظيم
ولو كانوا يتبعون سنة رسول الرحمة سيدنا محمد وآل بيتھ الكرام عليھم الصلاة والسلام لساروا على نھجھ حينما فتح مكة وعفا عن الجميع ولم يقتل أو ينتقم او يلاحق أحدا حتى ممن حاربوھ طيلة سنوات دعوتھ الشريفة للإسلام حيث قال من دخل دار ابو سفيان فھو آمن ومن دخل بيتھ فھو آمن… وقال صل اللھ عليھ وعلى آل بيتھ وصحبھ أجمعين أيضا حينما جمع الناس في يوم الفتح أيھا الناس ماذا تروني فاعلا بكم قالوا أخا كريم وأبن أخ كريم قال فأذھبوا فأنتم الطلقاء….
ولو كانوا يتبعون آل البيت الكرام لأخذوا قدوتھم الحسن بن علي عليھ الصلاة والسلام حينما تنازل بالخلافة إلى معاوية لإنھاء الفتنة التي وقعت بين المسلمين من التكفيرين ودواعش الماضي ولإيقاف ھدر الدماء بين المسلمين وتوحيدھم من جديد للتفرغ لأعداء الأمة المتربصين بھا ليلا ونھارا، ولو كانوا يتبعون حقا كما يدعون الصحابة الكرام وعلى رأسھم الخلافاء الراشدون الأربعة لأخذوا قدوة لھم أبو بكر رضي الله عنھ وأرضاھ حينما حارب أصحاب الفكر التكفيري دواعش الماضي من المرتدين الذين نصبوا انفسھم أنبياء ورسل على عشائرھم ووحد الأمة من جديد…
أو أخذو قدوتھم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي سمي بالفاروق لأنھ كان يفرق بين الحق والباطل في كل صغيرة وكبيرة، ومنھا حينما رفض تقسيم أراضي و(علوج) الشام والعراق على الفاتحين من الصحابة الكرام، لأنھ كان يريد أن تظل الأمة أمة جھاد ومتفرغين لحرب أعدائھم من الخارج، وطالب آنذاك قسم كبير من الصحابة بتقسيم تلك الأراضي والغنائم والإستقرار بھا ولكنه رفض ذلك ويظهر ذلك بقوله: “فإذا قسمت أرض العراق بعلوجها وأرض الشام بعلوجها، فما ومن يسد الثغور، أي من يحمي حدود الأمة الإسلامية من اعدائھا….
ولو أن قدوتھم عثمان بن عفان رضي الله لاتبعوھ نھجھ السليم وھو الذي ضحى بمالھ كلھ لتجھيز جيش المسلمين في بدايات الدعوة الإسلامية ومحاربة كفار قريش وبعدھا الفتوحات الإسلامية ومحاربة دواعش الردة وغيرھا، وشراء آبار المياھ للمسلمين والتبرع لعائلات الشھداء والأرامل والأيتام وحينما خرج عليھ دواعش الماضي كان متسامحا معھم لأبعد الحدود حتى لا يكتب بأنھ في زمن خلافة عثمان سفكت دماء المسلمين، ورغم تسامحھ دخلوا على بيتھ وقتلوھ، وطلب من أبنائھ بأن يسامحوا قاتليھ حتى لا تنقسم الأمة وتقع وتزداد الفتن بينھا…
ولو أنھم يتبعون أمير المؤمنين والخليفة الراشد الأخير علي بن أبي طالب رضي اللھ عنھ وأرضاھ أخ الرسول في التربية وابن عمھ وصھرھ وبوابة العلم وفاتح خيبر لتسامحوا وتصالحوا مع الجميع كما تصالح علي مع معاوية وتسامحوا في صفين لوقف ھدر دماء المسلمين وللم شمل الأمة والتفرغ لأعدائھا المتربصين بھا، وحينھا لم يكفر علي معاوية ولا معاوية كفر علي، بينما دواعش الماضي التكفيرين ھم من كفر علي ومعاوية وغيرھم من آل البيت والصحابة الكرام وبعثوا برجال يقتلونھم والحجة آنذاك أن علي ومعاوية رضي اللھ عنھم لم يحكموا بكتاب الله وسنة رسولھ فأطلقوا شعارھم التكفيري ( إن الحكم إلا للھ) فكفروا من كفروا وقتلوا علي أمير المؤمنين وأصيب معاوية ونجا من الموت، وبعد خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه تنازل لمعاوية بالخلافة حقنا لدماء المسلمين وللتفرغ للاعداء، فلو كانوا يتبعوا معاوية وعلي لما كفروا وقتلوا المسلمين والمسيحيين وبكل طوائفھم، ولما فتحوا جبھات قتال مع لبنان مرات عدة بحجج كاذبة ضد حزب اللھ حتى يجر الجيش اللبناني وحزب الله إلى حرب داخلية على الحدود وينشغلوا عن تمدد اليھود الصھاينة داخل الأراضي اللبنانية، وحتى لا يكتشف العالم الحقيقة وھي بأن ھناك ثوار حقيقيون من الشعب السوري وبكل طوائفھ وأديانھ وقومياتھم لم ولن يرضوا بحكمھم أبدا….
ولو انھم يمثلون الإسلام والسنة وآل البيت والصحابة والأمويين كما يدعون لما تركوا أعداء الأمة الكيان الصھيوني وعصابات جيشھ يدمرون كل القوة العسكرية البرية والبحرية والجوية في الشام، ولما سمحوا لھم بالتمدد والتوسع في الأراضي السورية حتى أصبحوا على أبواب دمشق، ولكنھم يتبعون فكرھم الداعشي الصھيوني التكفيري لذلك ھم ينفذون ما يطلب منھم تماما من قبل إخوانھم ومؤسسيھم عبر التاريخ اليھود الصھاينة والغربيين عامة والأمريكان خاصة في سورية وكل منطقتنا…
لذلك الكيان الصھيوني وأمريكا يقصفون لبنان وحدودھا بشكل يومي لمساعدة حكم الدواعش على الإستقرار، والدليل المصالحة بين قسد ومظلوم عبدي عميل أمريكا والآداة الأخرى الجولاني تم كما كشف لاحقا بتنسيق وإشراف أمريكي وأردوغان تركيا يعلم ذلك لأن ما يھمھ من تلك المصالحة والإتفاقية ھو خروج الدواعش المعتقلين لدى قسد وفي سجونھا وعددھم يتجاوز ١٢ الف داعشي ليتم دعم الجولاني بھم مستقبلا، وقد يكون تم ذلك الأمر وخرجوا من السجون ليتم تثبيت حكمھم في سورية ويستخدمونھم في محاربة دول أخرى كلبنان وغيرھا وبحجج وأكاذيب جاھزة وأستخدمت من قبل الكيان الصھيوني وأمريكا في دولنا العربية التي دمرت وتفتت بالفتن منذ ما سمي الثورات العربية المفتعلة والفوضى الخلاقة، لتنفيذ مخطط إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات في الماضي ومنذ عقدين وأكثر تم تغيير التسمية إلى الشرق الأوسط الجديد أو الكبير ثم صفقة القرن وأخيرا الإتفاقيان الإبراھيمية….
لغاية عودة ترامب المتغطرس إلى الحكم والذي يدعي زورا وكذبا بأنھ رجل سلام وسينھي الحروب في الشرق الاوسط بينما ما نشاھدھ أنھ يكمل مسيرة بايدن وبقوة متغطرسة لإشعال الحروب والتطھير العرقي والإبادة الجماعية في منطقتنا وقتل المدنيين الأبرياء في غزة وفلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن وغيرھا، لأنھ وحسب غطرستھ كمصارع قديم يعتبر كل المنطقة ضعفاء خانعين لھ خائفين منھ، ويعمل على تمكين كيانھ الصھيوني ليكون القوة الوحيدة المسيطرة على المنطقة برمتھا وعلى قادتھا وجيوشھا وشعوبھا وخيراتھا وثرواتھا، وبالمقابل يعمل المستحيل كرجل سلام حقيقي لإنھاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا وقد جيئ بھ لتنفيذ ذلك الأمر لأن الغرب برمتھ لم ولن يستطيع التغلب أو تحقيق النصر على روسيا وجيشھا وعلى بوتين القوي، وقد تأكدت الدولة العميقة الصھيوأمريكية من ذلك فأوصلت رجل السلام ترامب بالإنتخابات لينھي تلك الحرب الخاسرة والتي لو إستمرت ستجرھم جميعا إلى حرب عالمية ثالثة يقتل فيھا الملايين من جيوشھم وشعوبھم كما جرى في الحربين العالمتين الأولى والثانية، وبنفس الوقت يتابع دعمھ لكيانھم الصھيوني وحروبھ ومحاولات سيطرتھ على منطقتنا لتنفيذ شرق أوسطھم الجديد الذي عجزوا عن تنفيذھ منذ عقود مضت ولو تغيرت تسمياتھ….
وھذا السرد التاريخي والأدلة تثبت أن من يحكم سورية اليوم ھم دواعش وخوراج الماضي البعيد والقريب والحاضر، ويؤكد أنھم لا يمثلون الإسلام والمسلمين والسنة وكل الطوائف الإسلامية وحتى المسيحية، فعسى أن تستيقظ الأمة من سباتھا العميق وتعلم بأن اليھود الصھاينة والغرب ھم مؤسسي ھؤلاء الخوارج والدواعش ومشيعي الفتن بين الأمة وقادتھا ويعملون على تكفيرھا في الماضي والحاضر حتى تبقى الأمة في نزاع وإقتتال داخلي إلى يوم الدين، وحتى لا تنھض الأمة من كبواتھا وتبقى أسيرة للغرب منشغلة بالإقتتال الداخلي الذي أستنزفھا وأنھك قوتھا وعطل وحدتھا منذ قرون مضت حتى يومنا الحالي، وكل ذلك خدمة لتنفيذ مخططات ومشاريع الصھيوغربيين وعملائھم وإخوانھم في الفكر داخل الأمة، فإذا سيطر ھؤلاء التكفيرين القتلة المأجورين على الأمة وحكمھا وعروشھا فإن الأمة ھلكت بكل ما تعنيھ الكلمة، ولم ولن تبقى دولة واحدة بخير من شرورھم وأفكارھم التكفيرية…
والكل يعلم بأن ھؤلاء لھم أمثالھم من حملة فكرھم التكفيري في كل دولنا ولا يقاتلون إلا الأمة وشعوبھا وجيوشھا وقادتھا من الداخل، كما حاربوا علي ومعاوية في الماضي البعيد، وھم أشداء على الأمة رحماء بأعدائھا الذين أسسوھم منذ قتلھم للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاھ إلى قتل الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاھ لأنھ تصالح مع معاوية، وبنفس الوقت محاولة قتل معاوية وغيرھم من آل البيت والصحابة، إلى قتل الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه حينما وحد الأمة من جديد لأنھم لا يريدون الوحدة للأمة، إلى سيطرتھم على يزيد بن معاوية وحكمھ والذي أرتكبت بزمنھ أبشع جريمة في التاريخ الإسلامي بحق آل البيت الكرام وعلى رأسھم الشھيد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاھ إلى جرائمھم التي أرتكبت فيما بعدھا عبر الخلافات الإسلامية لغاية يومنا الحالي…
لذلك على الأمة أن لا تلغي بعضھا بعضا وأن تتوحد بعربھا وعجمھا بمسلميھا ومسيحييھا وبسنتھا وشيعتھا وكل طوائفھا وقومياتھا خلف من يحارب أعدائھا الصھيوغربيين ويحارب أدواتھم التكفيرية من داخل الأمة حملة ھذا الفكر التكفيري الصھيو يھودي غربي، للخلاص منھم للأبد وتنقية الأمة من الشوائب التكفيرية التاريخية التي إرتكبت بحق الأمة وشعوبھا وقادتھا وجيوشھا أبشع الجرائم وأنھكت الأمة من الداخل وأضعفتھا، وكفرت الأمة وقادتھا وجيوشھا وشعوبھا عبر التاريخ لغاية يومنا الحالي خدمة لمشاريع ومخططات اليھود الصھاينة والصھيوغربيين في منطقتنا…فالصحوة الصحوة يا أمة العروبة والإسلام لما يخطط لكم في الغرف المغلقة الصھيويھودية غربية…
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.