*فادي السمردلي يكتب: قال يا فرعون مين فرعنك!!؟ – حين يصنع الصمت طغاة المناصب*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
قال يا فرعون مين فرعنك؟ قال ما لقيت ناس تردني ففي عالمنا اليوم، نجد أنفسنا أحيانًا أمام شخصيات تتبوأ مناصب قيادية أو مواقع سلطة، لكنها تفتقر إلى الفعل الحقيقي الذي يعكس قوة تلك المناصب فهؤلاء الأشخاص، بدلًا من أن يكونوا قادة فاعلين ومؤثرين، يتحولون إلى مجرد أسماء بلا صدى تتردد في الاجتماعات والمكاتب دون أن تترك أثرًا ملموسًا على الأرض وعندما يُسألون عن سبب تقاعسهم أو عدم تحملهم لمسؤولياتهم، يلجأون إلى تبريرات واهية، مثل القول: “فلان لا يترك لنا المجال”، أو “الظروف لم تكن في صالحنا”. هنا يأتي المثل الشعبي العربي العميق: “قال يا فرعون مين فرعنك؟ قال ما لقيت ناس يردني”، ليعكس بوضوح هذه الحالة ويدعونا إلى التفكير في أصل المشكلة.
هذا المثل، الذي يحمل في طياته حكمة عريقة، يشير إلى أن القوة الحقيقية لأي شخص ليست في المنصب الذي يشغله، بل في كيفية استخدامه لهذا المنصب لتحقيق الأهداف واتخاذ القرارات الصعبة ففرعون، الذي يُعتبر رمزًا للطغيان والاستبداد، لم يكن ليكون بهذه القوة لو لم يجد من حوله من يسمح له بذلك، من يخضع له دون مقاومة أو محاسبة وبالمثل، فإن الشخص الذي يتولى منصبًا قياديًا ولا يجد من يردعه أو يحاسبه، سيتحول تدريجيًا إلى شخص ضعيف وفاشل، ليس لأنه يفتقر إلى السلطة، بل لأنه يفتقر إلى الشجاعة والحكمة في استخدامها.
عندما نرى شخصًا في موقع قيادي يتذرع بأن الآخرين لا يتركون له المجال، فإن هذا المثل يذكرنا بأن المشكلة ليست في الآخرين، بل في ضعفه هو وعدم قدرته على اتخاذ القرارات الجريئة التي تتطلبها مسؤولياته فالقائد الحقيقي هو من يستطيع أن يفرض وجوده ويترك بصمته، حتى في أصعب الظروف، لأنه يعلم أن القوة ليست في المنصب نفسه، بل في كيفية استخدامه لخدمة الأهداف العليا.
على الجانب الآخر، نجد قادة حقيقيين يستطيعون تحويل المناصب التي يتقلدونها إلى أدوات للتغيير والإنجاز فهؤلاء لا ينتظرون الظروف المثالية، ولا يلقون باللوم على الآخرين، بل يتحملون مسؤولياتهم كاملة ويتخذون القرارات الجريئة التي تتطلبها مواقعهم فهم يعلمون أن القيادة ليست مجرد لقب أو مسمى وظيفي، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب الفعل والتفاني.
لذلك، عندما نسمع شخصًا يتذرع بأن الآخرين لا يتركون له المجال، علينا أن نتذكر هذا المثل بأن المشكلة ليست في الظروف أو في الآخرين، بل في ضعف الإرادة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات فالقائد الحقيقي هو من يستطيع أن يفرض وجوده ويترك بصمته، حتى في أصعب الظروف، لأنه يعلم أن القوة الحقيقية تكمن في الفعل، وليس في الاسم أو المسمى الوظيفي.
في النهاية، هذا المثل يدعونا إلى إعادة النظر في مفهوم القوة والقيادة فالقوة ليست في المنصب الذي يشغله الشخص، بل في كيفية استخدامه لهذا المنصب لخدمة الصالح العام والقيادة ليست مجرد سلطة، بل هي مسؤولية تتطلب الشجاعة والحكمة والفعل لذلك، عندما نرى شخصًا يتقاعس عن أداء واجباته، علينا أن نذكره بأن القوة الحقيقية تكمن في الفعل، وليس في التبريرات أو الأعذار.