*فادي السمردلي يكتب: إبليس هل سيعود من جديد🫵👇؟*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

مع انتهاء شهر رمضان المبارك، يبدأ البعض في التساؤل هل سيعود إبليس ليبث وساوسه ويقلب الموازين بعد فترةٍ من الصفاء الروحي والانضباط السلوكي؟ يقال إن الشياطين تختفي خلال هذا الشهر، مما يجعل الأجواء أكثر نقاءً، ويساعد الكثيرين على التمسك بالقيم الأخلاقية والقرارات الحكيمة ولكن مع حلول الأيام التالية، تظهر ملامح التغيير مجددًا، وتبدأ بعض العادات والسلوكيات التي اختفت خلال رمضان في العودة، وكأنها لم تغب إلا مؤقتًا فهل السبب هو عودة إبليس، أم أن المشكلة الحقيقية تكمن في النفس البشرية التي لم تستطع الحفاظ على ما اكتسبته خلال الفترة الماضية؟

الإنسان بطبيعته مزيجٌ من الخير والشر، وهو من يقرر أي طريق يسلك فقد يكون وجود مؤثرات خارجية مثل الوساوس والمغريات سببًا في دفعه نحو قرارات خاطئة، لكن ذلك لا يعني أن غياب هذه المؤثرات يجعله محصنًا تمامًا من السقوط فالحقيقة أن كثيرًا من السلوكيات التي يتم ضبطها في رمضان ليست بسبب غياب إبليس وحده، بل أيضًا بسبب قوة الإرادة والرقابة الذاتية التي تفرضها الأجواء الرمضانية، سواء من خلال الأجواء الروحية أو الضغوط الاجتماعية التي تدفع الجميع إلى التحلي بمستوى أعلى من الالتزام. ولكن مع انتهاء الشهر، تختفي هذه العوامل بالتدريج، ويعود البعض إلى ما كانوا عليه، مما يثبت أن المشكلة لم تكن في وجود إبليس فقط، بل في غياب الإرادة الحقيقية للتغيير.

إن القول بأن إبليس قد عاد هو في الحقيقة تبريرٌ سهل للتراجع عن السلوك الحسن، لكنه لا يعفي الإنسان من مسؤوليته الكاملة عن قراراته فلو كان الانضباط في رمضان نابعًا من قناعة حقيقية، لاستمر بعد انتهائه، أما إذا كان مجرد استجابة لمؤثرات خارجية، فإن التغيير لن يكون دائمًا وهنا يبرز السؤال الأهم هل كان رمضان محطةً للتغيير الفعلي، أم مجرد فترة مؤقتة من التظاهر بالالتزام؟

التحدي الحقيقي ليس في مقاومة إبليس بعد عودته، بل في مواجهة النفس البشرية التي تميل إلى التراخي والعودة إلى العادات القديمة بمجرد زوال القيود فمن أراد أن يحافظ على ما اكتسبه، عليه أن يدرك أن إبليس وإن عاد، فإنه لن يكون قادرًا على التأثير إلا إذا وُجدت في الإنسان القابلية للاستسلام له فالحسم في هذه المعركة لا يتوقف على غياب إبليس أو حضوره، بل على مدى قدرة الإنسان على الاستمرار في قراراته النابعة من ضميره وإرادته الذاتية.

رسالتنا إلى قادة المنظومات والمؤسسات، إن مسؤلياتكم كبيرة، والقرارات التي تتخذونها تؤثر بشكل مباشر على حاضر ومستقبل منظوماتكم وفي كل فترة، سواء كانت مناسبة خاصة كرمضان أو أوقاتٍ عادية، يمكن للإنسان أن يختبر قدرته على الالتزام بالقيم والأخلاقيات ومع أن بعض السلوكيات قد تبدو متأثرة بمؤثرات خارجية، يبقى جوهر المشكلة في الاختيارات الذاتية، والقدرة على الثبات أمام التحديات.

رسالتنا ايضا إليكم هي أن تكونوا قدوة في الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والقرارات المسؤولة التي تخدم الصالح العام فلا تبرروا أي انحرافات أو تراجع عن القيم بحججٍ خارجية، فالتغيير الحقيقي يبدأ منكم إذا تعلمتم أن تبقوا ملتزمين بمسؤولياتكم وقيمكم في شهر رمضان، فلتستمروا في ذلك طوال العام، فالعبرة ليست في فترة زمنية قصيرة، بل في استمرارية السلوك الجيد والإصلاح الحقيقي فالعالم يحتاج إلى قادة حقيقيين يتمتعون بالوعي الكامل لآثار قراراتهم على الآخرين، ويعملون على تحسين منظوماتهم لأجل الأجيال القادمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.