*فادي السمردلي يكتب: عندما تتصدر الغربان السياسة 👇🫵*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

ما المقصود بتصدر الغربان (أبعدهم الله عنا وعن الأردن)؟
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

غربان السياسة (أبعدهم الله عن الأردن🙏 ) يعني انه في كل زاوية، يمكن أن ترى “غراب البين” حاضرًا، ليس كطائر ينذر بالفراق والخراب، وإنما كرُمز يتجسد في بعض الأشخاص والمؤسسات التي تتصدر المشهد بلا كفاءة وعاجزة عن حمل المسؤولية، وغير مؤهلة لإحداث التغيير الذي تحتاجه الشعوب فهذا الرمز، المتجذر في الثقافة العربية، يعكس حالة من التشاؤم والفقدان، تمامًا كما ارتبط الغراب في التراث العربي بالاغتراب والدمار، فصورة الغراب التي طالما تكررت في الموروث الثقافي ليست إلا إسقاطًا لما تمثله هذه النوعيةمن القيادات السيئة أو الفاشلة من آثار كارثية على المجتمعات.

الغراب في التراث العربي، كما يروى، خذل النبي نوح -عليه السلام- حين أرسله ليستطلع الماء أثناء الطوفان، لكنه لم يعد، وبهذا التصرف ارتبط اسمه بالخيانة والفشل وعلى مر العصور، ظل “غراب البين” يرمز إلى الفرقة والخراب، إذ يظهر في الأماكن المهجورة بعد أن يرحل أهلها، كما وصف الجاحظ، وكأنه الشاهد الأبدي على النهايات المؤسفة فهذه الصورة تنسحب بوضوح على الواقع السياسي☝️🫵 العربي، حيث يقف غراب البين ممثلًا ببعض الوجوه السياسية والغير كفوءة، تأتي إلى السلطة لتصبح علامة للتراجع والانقسام، لا على البناء والتقدم.

حين يتصدر غير المؤهل المشهد، تتكرر دورة الفشل وليس الغراب وحده من يأتي بعد الخراب، بل إن حضوره هو الذي يجلب الخراب أحيانًا، تمامًا كما يفعل السياسي غير الكفوء حين يتربع على منصات القرار فالقيادة في جوهرها ليست موقعًا للتجربة، بل هي مسؤولية تتطلب وضوح الرؤية، والكفاءة، والنزاهة، وهي صفات غائبة عن بعض ممن نجدهم في مقدمة المشهد السياسي.

في بعض الدول ، تتجسد رمزية غراب البين بوضوح في الأنظمة التي تفشل في تقديم أي شيء سوى المزيد من الفشل فغربان السياسة تتحدث كثيرًا، بالآمال العريضة، لكنها سرعان ما تكشف عن عجزها، فتتحول من قادة إلى علامات فارقة في الخراب والدمار ويظهر هذا جليًا في صراعات داخلية، أو فساد متجذر، أو غياب التخطيط، حيث يتمسك تاغير كفوء بمقعد السلطة رغم افتقاده لأي رؤية أو قدرة على التغيير.

هذه القيادات أشبه بغراب البين الذي يتنقل بين الأطلال، لا يقدم سوى المزيد من التشاؤم فلا خطط حقيقية للإصلاح، ولا إرادة سياسية لإحداث نقلة نوعية، بل مجرد استغلال للمناصب لتعميق الفساد، وإدامة السيطرة عبر وعود واهية لا تتحقق. والنتيجة؟ مزيد من الفقر، البطالة، التدهور الاقتصادي، والانقسامات السياسية والاجتماعية والكولسات.

لكن ما يزيد من مأساوية المشهد هو أن الشعوب، التي لطالما عانت من غربان البين السياسيين، لا تزال تجد نفسها أسيرة لهذا الواقع وفي كثير من الأحيان، تُدفع الشعوب إلى انتظار الحلول من نفس القيادات التي أثبتت فشلها، أو تنخدع بشعارات جوفاء ووجوه جديدة تمثل استمرارًا للنهج نفسه وحالة التعلق بالأمل الزائف تجعل الشعوب عالقة بين واقع مظلم ومستقبل غامض.

إن وجود غير الكفوء في السياسة لا يؤثر فقط على الحاضر، بل يترك إرثًا ثقيلًا من المشكلات التي تعيق التقدم لعقود فالقرارات العشوائية، والسياسات الفاشلة، والفساد الإداري تخلق أجيالًا من الشباب الذين يفتقرون إلى الفرص، ويُدفعون إلى الهجرة تمامًا كما كان غراب البين علامة على الفراق، يصبح السياسي غير الكفوء سببًا في تفكك المجتمعات وانفصال الأفراد عن أوطانهم.

لكن هل يمكن التخلص من غربان البين السياسية؟ الإجابة ليست مستحيلة، لكنها تتطلب إرادة جماعية للتغيير، تبدأ من الوعي بأهمية الكفاءة والنزاهة في القيادة فالشعوب التي تدرك حقوقها وتطالب بها لن ترضى أن يتصدر المشهد من لا يستحق وفي الوقت نفسه، فإن بناء منظومات سياسية شفافة تعتمد على الكفاءة، لا المحسوبيات أو الولاءات، هو السبيل الوحيد لإنهاء دورة الخراب.

السياسة ليست مكانًا للضعفاء أو الباحثين عن مصالح شخصية، بل هي مجال لأولئك الذين يحملون رؤى حقيقية للنهوض بالمجتمعات فإذا أُعطي المجال للكفاءات الحقيقية، وإذا استطاعت الشعوب أن تميز بين من يعمل لصالحها ومن يعمل ضدها، فحينها فقط يمكن كسر هذه الحلقة المفرغة واستبدال غربان البين بنماذج قيادية تبني ولا تهدم.

في النهاية، يبقى غراب البين حاضرًا كرمز، لكن دوره في السياسة يعتمد علينا هل نترك له المجال ليعبث بمستقبلنا، أم نُسقطه عن عرشه ونستبدله بمن يحملون أجنحة البناء والتغيير؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.