وصية أهل غزة إلى العالم أجمع
المحامي الدولي فيصل الخزاعي …..
وصية أهل غزة إلى العالم أجمع
إذا رحلنا كلنا إلى جنة الرحمن
والفردوس إطووا صفحتنا للأبد …
مزقوا أسم غزة هاشم من كراسة ذاكرتكم فليس لكم بها حاجة …
أخبروا أصدقاءكم أنه كان هناك أمل ثم إنطفأ …
واصلوا حياتكم كأننا لم نكن …
إلعبوا ، إشربوا ، كلوا ، تنزهوا ، سافروا ، أحتفلوا بمناسبتكم الخاصة وأعيادكم الوطنية …
تزينوا ، غنوا ، أرقصوا ، تمتعوا ، إفعلوا كل شيء يريحكم ويريح ضمائركم الميتة …
لكن إياكم
أن تنظروا إلى المرآة
لأنكم لو فعلتم فسترون دماءنا على وجوهكم …
وأشلاءنا بأيديكم ، وصراخنا في ملامحكم … وحرقنا وتمزيقنا في أحلامك …
وأصواتنا دخاناً ينقش خارطة غزة على وجوهكم …
حين نرحل
مزقوا كتب التاريخ …
ولا تخبروا أولادكم أنه كان هنا شعبٌ قاوم بشرف وعزة أكثر من سبعين سنة دون أن يفقد الأمل قبل أن يقتله تخاذلكم وصمتكم …
حين نرحل
أحرقوا كتب الجغرافيا …
وإياكم أن تخبروا أولادكم أنه كان لنا جيران من العرب المسلمين لغزة تعلقت قلوبهم بنا حباً وأملٱ …
ولم يفهموا أن من الحب ما قتل …
لا تخبروهم أن حدوداً وضعها المحتل وأمركم أن تحرسوها هي من كانت المقصلة ألتي قطعت رقاب جيرانكم …
والسيف الذي غُرز في ظهورهم ، والحفرة ألتي دُفنوا فيها …
إياكم أن تخبروهم أنكم انشغلتم بإنجازاتكم العظيمة بعد سايكس بيكو …
فصنعتم أكبر صحن تبولة … وأعظم طنجرة مقلوبة … وأفخم منسف باللحم البلدي … وألذ طبق كُشري …
وأضخم كيكة عيد ميلاد … وأطول شجرة ميلاد … وأروع موسمٍ فني للرقص والغناء …
بينما كان أطفال غزة بأكمله يبادون ويحرقون وحدهم … ويدفون في مقابر جماعية …
إحتفلوا كثيراً …
فلن يظهر عويلاً ولا بكاءاً ولا جرائم مروعة على شاشات أطفالكم تعجزكم عن الإجابة عن أسئلتهم … !! …
نظِّموا حفل عشاء كبير …
ولا تنسوا كاتشاب دمائنا … ولا فلفل قهرنا … ولا عصير دموعنا … ولا مونامور صراخنا …
لقد زال همكم الكبير … وإلى الأبد …
لكن تذكروا يا من تتغنوا بالإنسانية بعد رحيلنا سيأتي عليكم الدور واحداً تلو الآخر كما قال معمر القذافي …
لأن لعنة الصمت على دمائنا سوف تصيبكم جميعاً …
وداعاً ولا لقاءاً …
أرسلها لي صديق من قرية خزاعة في غزة
المحامي الدولي فيصل الخزاعي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.