عندما يصبح الرمز قصة وطن (العلم)

د. هاني محمود العدوان  …..

 

رايتنا الخفاقة، علمنا الأردني، ذلك الرمز الخالد الذي يرفرف خفاقا في سماء الوطن، شامخا كشموخ تاريخه، وعزيزا كعزة أبنائه ، إنه ليس مجرد قطعة قماش بألوان زاهية، بل هو نبض الأمة، وراية العز، وعنوان الهوية، وقصة الكفاح، وحلم المستقبل

إن رفعة هذا العلم على صروحنا الشامخة، وبيوتنا العامرة، ومركباتنا السائرة، وكل منشأة تنبض بالحياة على ثرى الأردن الطهور، لهي دلالة عميقة تتجاوز مجرد الزينة أو البروتوكول إنها إعلان صريح عن الانتماء الراسخ لهذه الأرض المباركة، وولاء صادق لقيادتها الحكيمة، واعتزاز بتاريخها المجيد
عندما يرتفع العلم، ترتفع معه آمالنا وطموحاتنا، وتتجسد وحدتنا وتكاتفنا، وتتأكد للعالم أجمع هويتنا الأردنية الأصيلة

إن احترام هذا العلم وتقديره ليس مجرد واجب وطني، بل هو جزء أصيل من قيمنا وعاداتنا، لقد تربينا على تعظيمه، وغرست في نفوسنا قدسيته، فهو يمثل شهداءنا الذين رووا بدمائهم ثرى الوطن، وهو يجسد تضحيات الأجيال التي بنت هذا الحمى بسواعدها وعقولها
إن الحفاظ على صورته نقية، ورفعه عاليا، وصونه من أي مساس، لهو دليل قاطع على إدراكنا لقيمته الرمزية العظيمة

إن تعظيم علمنا الوطني ليس مجرد سلوك عابر، بل هو من صميم الانتماء الصادق لهذا الوطن المعطاء، إنه تعبير عفوي عن الحب العميق الذي نكنه لترابه، وولائنا المطلق لقيادته، وفخرنا بتاريخه وحضارته
عندما نتعامل مع علمنا بكل إجلال وتقدير، فإننا بذلك نرسخ في نفوسنا ونفوس أجيالنا القادمة معاني الوحدة الوطنية، والتضحية في سبيل الوطن، والاعتزاز بالهوية الأردنية الفريدة

في يوم العلم، نستذكر جميعا تلك المعاني السامية، ونجدد العهد على أن نبقى أوفياء لهذا الرمز العظيم، وأن نحافظ عليه خفاقا عاليا في سماء العزة والكرامة، وأن نغرسه في قلوب أبنائنا جيلا بعد جيل، ليبقى علم الأردن رمزا شامخا لوطن قوي مزدهر، بأبناء أوفياء مخلصين

قد يعجبك ايضا