صرخات مواطنين محبين تتعالى في هذا الوطن
بقلم الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي ………
لقد نشأ هذا الوطن كما تنشأ الكلمة الطيّبة، لا عوج فيها ولا اعوجاج، سقى تربته العرق، وحرسته العيون، وامتدت له الأكفّ بالدعاء، حتى إذا استوى على سوقه، وأورق فرعه، وأينع ثمره، أُتيح له من الأبناء من هم أحقّ بحبه، وأولى بثماره، فإذا ببعضهم يُبعد واخرون يستبعدون ، وإذا ببعضهم يُنسى، وإذا بالميزان يُقلَب وتختفي الموازين .
ولقد بلغني – ولا عجب مما بلغني – أنّ صحفيا يحمل الجواز الأردني ويفقد الأردنة في وجدانه وقلبه ولطالما نطق بلسانه ما نَفَرَت منه الآذان عن هذا الوطن ، وكتب بيمينه ما تقشعرّ له جلود المخلصين عن الاردنيين وتاريخهم ، قد غدا فجأةً محبوب الدولة، ومقرّب الحاشية، يهرول القوم إلى أفراحه بعرس ولده ، و يدعوا الحاقدين من خارج الوطن مع المسؤولين في هذا الوطن ليباركون له و لذريّته وكأنهم لم يسمعوا منه إلا المديح والولاء والانتماء !
فيا ويح قومٍ،
ضاقوا بالوفيّ، وأوسعوا صدرهم للخائن، وأعرضوا عن من يحب، وقرّبوا من يكره، ثم هم يتساءلون: ما بال القلوب تغيّرت، وما شأن الناس قد ضاق صدورهم؟
أما آن للعدل أن يُسترجع؟
أما آن للحق أن يُرفع يا فرسان الحق ؟
أم أنّ في هذا البلد ميزانين: ميزانًا يُكال به للمحبين، وآخر يُغدق به على المتسلّقين الطارئين الكارهين ؟
أعظم الله أجركم يا وطن وأحسن الله عزائكم يا شعب ولعل قول الله تعالى يتحقق مع أبناء الوطن الصابرين على جمر هذا الوطن في أن مع العسر يسرا وإن مع العسر يسرا .