*فادي السمردلي يكتب:مدرسة المشاغبين تُعرض من جديد على خشبة الواقع والخطط والتنظيم🫵*

*بقلم: فادي زواد السمردلي* ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

تُقدِم بعض المنظومات على إجراءات تبدو في ظاهرها تنظيمية وتطويرية، لكنها في الواقع لا تتعدى كونها استعراضًا شكليًا، أقرب إلى مشاهد من مسرحية “مدرسة المشاغبين” التي عرضت بداية السبعينيات، فقدمت للساحة الفنية العربية مسرحية لا تزال تُذكر حتى اليوم، وهي “مدرسة المشاغبين”، التي شكلت محطة فارقة في تاريخ المسرح الكوميدي العربي فكانت المسرحية مستوحاة من الفيلم البريطاني الشهير “إلى المعلم مع الحب”، لكنها حملت طابعاً محلياً نابضاً بالحياة والمفارقات الساخرة التي لامست الوجدان العربي.

تدور أحداث المسرحية داخل مدرسة يسيطر عليها طلاب فوضويون، لا يعترفون بقوانين ولا يحترمون النظام، يعبثون، يضحكون، ويتهربون من الجدية، حتى تدخل إلى حياتهم معلمة شابة مؤمنة برسالتها، لتواجه هذا الواقع العبثي بإصرار وهدوء، وشيئاً فشيئاً، تتمكن من التأثير فيهم وتغيير سلوكهم.

ورغم الطابع الكوميدي الظاهري للمسرحية، فإن ما بين السطور يحمل دلالات أعمق فلقد جسدت المسرحية صراعاً بين النظام والفوضى، بين الواجب والتهرب، بين من يؤمن بدوره ويسعى لتأديته، ومن يستهين بالمكان والدور والمسؤولية.

وهذا الصراع الرمزي ليس بعيداً عن واقعنا في بعض جوانبه ففي كثير من مواقع الحياة العامة، نرى سلوكيات قد تتشابه مع تلك التي ظهرت في المسرحية فهناك من يتعامل مع المهام والمناصب بروح اللامبالاة أو الاستعراض🫵، يقدّم الضجيج على الفعل، ويُغرق المساحات العامة بنمط من التصرفات التي تعرقل التقدم، وتشتت التركيز عن القضايا الجوهرية.

وفي المقابل، هناك دائمًا من يشبه “المعلمة المثابرة”، شخصيات تعمل بصمت، وتحمل همّ المصلحة العامة، تؤمن بالقيم، وتقاوم التراخي والانحراف عن المسار الصحيح فهؤلاء لا يسعون للظهور، بل يسعون للإصلاح، ولا يُغريهم التصفيق بقدر ما تحفّزهم النتائج الحقيقية.

إنّ المؤسسات، مثل الأوطان، لا تبنى على الشعارات فقط، بل تحتاج إلى التزام، ووعي، وانضباط وهي تظل قوية حين تحتضن الكفاءات، وتحمي المبادئ، وتُعلي من شأن الفعل الجاد على حساب المظاهر والتجاذبات.

مسرحية “مدرسة المشاغبين” تنتهي بإصلاح الطلاب وعودتهم إلى طريق الانضباط، وهي نهاية تبعث الأمل كذلك هو الواقع، يمكن أن يعود إلى نصابه إذا ما تضافرت الجهود المخلصة، وسادت روح المسؤولية، وغُلبت مصلحة الوطن على كل اعتبار فهل ستتضافر الجهود 🫵 ام ستبقى المسرحيات التنظيمية مجرد مسرحيه كوميدية يريدون الهاء المعنيين ؟

إن الرسالة التي يمكن استخلاصها من ذلك العمل تتجاوز خشبة المسرح إنها دعوة للوعي والانتماء الحقيقي، دعوة للفعل الصادق وليس للشعارت والابتعاد عن الضوضاء لأن الوطن لا يُبنى بالصوت المرتفع، بل بالفعل الحقيقي، ولا يرتقي بالظهور، بل بالجهد والنية الصافية.

فلنُبقِ نصب أعيننا أن المصلحة العامة فوق كل اعتبار، وأن صوت الوطن أقوى من أي ضجيج، وأن العمل المسؤول هو السبيل الوحيد لحفظ المكتسبات وتحصين المستقبل.

*اذن*
*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*

قد يعجبك ايضا