*فادي السمردلي يكتب:وجوه متلوّنة*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

في بعض الأحيان، تظهر شخصيات سياسية، اقتصادية، رياضية واجتماعية تدّعي عزمها على تحقيق إصلاحات واسعة وشاملة، وتنشئ لجانًا تعلن عنها بأهداف سامية تهدف لتحسين الظروف العامة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي وفي العلن، تبدو هذه الشخصيات للوهلة الأولى مخلصة لقضايا المجتمع، وتعدّ بمكافحة الفساد، وإعادة بناء الثقة ، وخلق فرص أكبر للمشاركة في اتخاذ القرار، مما يجعلها تستقطب عددًا كبيرًا من المؤيدين فتتخذ هذه الشخصيات خطوات رمزية تثير التفاؤل كإصدار بيانات توضح أهمية الإصلاح، وتنظيم وحضور اجتماعات شكلية للتصوير فقط على مبدأ (يا ناس شوفوني) وتصريحات تؤكد على أهمية الشفافية والنزاهة، بل وتعلن عن لجان إصلاح يُفترض أن تكون مستقلة ومتخصصة لتحليل الواقع ووضع خطط عمل محددة.

لكن سرعان ما يتضح بعد ذلك ، أن تلك الوعود لا تتعدى كونها مجرد قشرة خارجية تستهدف تحقيق مصالح أخرى تتعارض مع مبدأ الإصلاح نفسه ويُفاجئ الجميع بقرارات تتخذ خلف الكواليس، تصب في مصلحة فئة أو جماعة معينة، فتستغل سلطتها لصالحها، أو تعزز من قوة ونفوذ الشخص ذاته وحلفائه المقربين ويتم تمرير قوانين وأنظمة قد تبدو في الظاهر أنها تدفع باتجاه الإصلاح، لكن بتفاصيلها تكشف عن نوايا خفية تهدف إلى تقويض أي تأثير فعلي لهذه الإصلاحات المزعومة
بل قد تُستخدم هذه القوانين للحد من الحريات، أو لتعزيز المركزية في اتخاذ القرارات، أو لتمكين الحلفاء والمقربين من السيطرة على المفاصل المهمة.

هذا التناقض الواضح بين الأقوال والأفعال يولد خيبة أمل بين أفراد المجتمع ويفقدهم الثقة في هذه الشخصيات إذ يدركون أن الخطاب الإصلاحي ليس سوى وسيلة لكسب الشعبية أو إحكام السيطرة على مواقع اتخاذ القرار ومع تكرار هذه السلوكيات، يصبح المواطن مترددًا في تصديق أي شعارات إصلاحية جديدة تُطرح على الساحة، وتتآكل مصداقية أصحاب القرار تدريجيًا وعلاوة على ذلك، تتسع الفجوة بين المواطنين والمؤسسات والمنظمات التي تقودها هذه النوعية ، ويظهر نوع من الانقسام المجتمعي المتمثل في التشكيك في نوايا الإصلاح والتردد في دعم مثل هذه المبادرات، مما يؤدي إلى حالة من الجمود والانقسام ويعطل أي جهود إصلاح حقيقية قد تظهر في المستقبل.

يتضح إذن أن أزمة الإصلاح تكمن غالبًا في ازدواجية الخطاب حيث تكون الوعود الإصلاحية مجرد واجهة لتحقيق أهداف غير معلنة، مما يجعل المجتمع يتساءل عن جدية هذه الشخصيات وعن مصداقية أهدافها الحقيقية.

قد يعجبك ايضا