*صرخة وطن هل ستتصدى الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني للدفاع عن الأردن، وهويته الوطنية الأردنية، وقيادته، في مواجهة محاولات تزوير التاريخ؟*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
في زمن تتكالب فيه الحملات الممنهجة لتزوير تاريخ الأردن والطعن في هويته الوطنية، تتصدر الأحزاب السياسية الأردنية واجهة المسؤولية، لا باعتبارها جهة تنظيمية فحسب، بل كقوى وطنية لها جذورها في الشارع وشرعيتها من الوطن فلقد آن الأوان أن تنهض الأحزاب من سباتها، وأن تعي أن معركة اليوم ليست انتخابية، ولا خطابية، بل معركة وجود وهوية وتاريخ.
الأردن، بما يحمله من تاريخ ناصع وأدوار قومية وإنسانية مشهودة، وبهويته المتماسكة التي صاغتها إرادة الأحرار ونضال الأجيال، يتعرض اليوم لهجمة شرسة تستهدف أساسات كيانه فهذه الهجمة، التي تأخذ طابعًا إعلاميًا ناعمًا، تتسلل من خلال محتوى مشبوه في منصات التواصل، وتقارير مزيفة، وأصوات مأجورة تسعى لطمس الحقيقة وتزوير الرواية الوطنية، وخاصة ما يتعلق بشرعية القيادة الهاشمية ودورها التاريخي.
هنا، تُطرح الأسئلة بصوتٍ عالٍ:
أين هي الأحزاب ومنظماتالمجتمع المدني؟
أين مؤتمراتها الصحفية؟ أين مقالاتها، ولقاءاتها، وأصواتها في الشارع؟
أليس من واجبها أن تقود التوعية الوطنية، وأن تبني الوعي الجمعي، وأن تحصّن الرأي العام ضد التضليل؟
إن السكوت في هذا المقام ليس خيارًا، بل تقاعس، وهو ما لا يغتفر في زمن التحدي الوطني.
وإن لم تبادر الأحزاب، فمن يبادر؟
الحديث هنا لا يدعو للتشاؤم بل للدعوة إلى الصحوة.
فكل حزب يمتلك من العقول والخبرات والمنابر ما يمكّنه من بناء خطاب مضاد، وتقديم رواية صادقة قائمة على وثائق التاريخ وشهادات الميدان فلا عذر اليوم لمن يملك الصوت والمنبر ويختار الصمت ولا مبرر لمن يراقب بصمت بينما الوطن يُغتال سرديًا ومفاهيميًا.
وليس الأمر مقتصرًا على الأحزاب، بل يمتد إلى كافة مكونات المجتمع المدني
الملتقيات الثقافية، الجمعيات الوطنية، النوادي الطلابية، النقابات، المبادرات الشبابية، والمنتديات الفكرية، كلها مدعوة – بل مطالبة – بالتحرك العاجل، كلٌ في مجاله، وبما يملك من أدوات.
فالفضاء الإعلامي بات مكشوفًا، والساحة مفتوحة، والمنابر متاحة، والخطر واضح فلماذا هذا الصمت؟
لماذا غابت الحملات المضادة التي تقدم الحقيقة بلغة يفهمها الجيل الجديد؟
ولماذا لم نرَ محتوى رقميًا يوثّق التاريخ الأردني برؤية عصرية؟
أين القصص الموثقة، أين الأفلام القصيرة، أين الوثائقيات، أين صوت الأكاديميين والمؤرخين والإعلاميين الوطنيين؟
لقد أُهدينا أدوات العصر، فلماذا نُحسن الشكوى ولا نُحسن الفعل؟
تاريخ الأردن، وشرعية قيادته الهاشمية، لا يحتاج إلى اختراع أو تزويق، بل إلى عرض أمين.
وثائق معارك الأردن من الكرامة إلى القدس، والتاريخ الطويل في حماية المهاجر والمظلوم، كلها شواهد ناطقة.
والهاشميون، الذين دافعوا عن فلسطين وقدّموا الشهداء من أجل القدس، لا يحتاجون إلى دفاع بقدر ما يحتاجون إلى إنصاف.
وإنكار هذه الحقيقة أو تشويهها ليس مجرد طيش إعلامي، بل هو عدوان فكري على الوطن، وعلى نضاله، وعلى ذاكرته الجماعية.
والمؤسف أن هذا العدوان لا يُقابل حتى الآن بمستوى الرد المطلوب، لا من الجهات الرسمية وحدها، بل أيضًا من القوى المجتمعية والشعبية.
وإن لم يتحرك المجتمع المدني اليوم، وهو يمتلك الأدوات والحرية والوعي، فمتى؟
ألم يكن هذا الدور من صلب أهداف وجوده؟
أليست منظمات المجتمع المدني مفترض أن تكون في الصف الأول للدفاع عن الوطن، وليس فقط في حملات التوعية البيئية والصحية، بل في صيانة الهوية الوطنية من التشويه والانحراف؟
إن المطلوب ليس عملاً بطوليًا، بل مسؤولية أخلاقية وعمل ممنهج يقوم على:
توثيق الرواية الوطنية بلغة إعلامية حديثة.
إنتاج محتوى رقمي وتلفزيوني يفضح الأكاذيب ويقدّم الحقيقة.
إشراك الشباب والطلاب والناشطين في حملات دفاع مدروسة.
إقامة ندوات دورية وورشات حوارية عن الهوية والتاريخ.
مواقف حزبية واضحة، وجريئة، وصوت وطني موحد.لقد قدّم الأردن لهذه المؤسسات البيئة القانونية، والحماية السياسية، وحرية التعبير، وحتى التمويل والدعم اللوجستي واليوم، جاء وقت الوفاء، وجاء وقت تحمل المسؤولية الوطنية الكاملة فمن يحب هذا الوطن، عليه أن يرد الدين، لا بالشعارات، بل بالفعل.
إن الأردن لا يطلب المستحيل، بل يطلب القليل من الوفاء مقابل الكثير من العطاء.
وطنيًا، السكوت تواطؤ، والمشاركة في تزوير التاريخ قد تكون بالفعل أو بالصمت.
فاختاروا جانب الوطن، قبل أن يسألكم التاريخ:
أين كنتم حين كان الأردن يُستهدف؟
الكاتب من الأردن