فزنا بالمباراة والأخلاق وهم خسروا الأخلاق والمباراة

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي…………

كان في مباراة.
وكان في جمهور.
وكان في ناس فكّرت إن الكرامة تُنتزع بالصراخ… وإن الوطن يُمثَّل بالشتم…
وكان في ناس نَسيت إن الأخلاق مش خيار، الأخلاق هوية!

مشكلتنا أيها الأحبة مش في فريق فاز، ولا في آخر خسر،
مشكلتنا في اللي فقدوا إنسانيتهم وهم بيهتفوا.
في اللي لما خسروا النتيجة، قرروا يربحوا الشتيمة والدنيئة .

يا ابن الأردن، ويا ابن العراق، ويا ابن كل أرض بتنتمي للعروبة والإسلام…
نحنا أكبر من أن نرد البذاءة ببذاءة، والوقاحة بوقاحة.
نحنا نرد بالسكوت الراقي، وبالاحترام اللي ما بيطلع إلا من معدن أصيل.
مش كل اللي بيصرّخوا رجال، ولا كل اللي بيصمتوا ضعفاء .

في ناس بتحكي عن المقاومة، بس ما بتقاوم إلا الحقيقة…
وفي ناس بتتغنى بسيد الشهداء، وهي اللي قتلت أنبل الشهداء.
وفي ناس بتكره الصهيوني بس بتطبّق فكره في أرضها، لا بل أنه علمت الصهيوني كيف ينتقم ويعذب ويدمر ويهجر .

نحنا ما بنعمم…
بس بنقول، كل حدا حكى بالسوء، فقد قدْره ومنزلته عندنا.
وكل حدا احترمنا، له منا المحبة ولو كان من ألف ميل.

أما غزة، فهي فخرنا!
كل شهيد فيها، نجمة على صدرنا وصدر العروبة.
وكل نعل طفل صامد فيها، أعظم من ألف قائد ينعت بصفات بأنه سيد الشهداء الصفوية أو حبر الأمة الإيرانية .

أما الأردن… فهو القلب اللي دايمًا مع فلسطين وهو الذي يقف حقيقة معهم إن ربحوا ربحنا وإن خسروا خسرنا ومن غير تفكر أو حساب، ومن غير شو إعلامي.
إحنا مع فلسطين مش عشان نكسب صورة، إحنا معاها لأننا بنحس وبنعيش فيها وهي بتعيش فينا ولأنها بتشبهنا… وبنشبهها.

وأخيرًا:
في ناس تفوز في الملعب، وتخسر نفسها.
وفي ناس تخسر المباراة… بس تربح احترام كل الناس.
والأدب مش لقب… الأدب موقف!
والحمدلله بأن فزنا بالمباراة وفزنا بأخلاقنا مش خسرنا مباراة وخسرنا معها أخلاقنا وقيمنا .

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا