إيران في مواجهة الشيطان
تطوان : مصطفى منيغ ….
منذ البداية كانت الإدارة الأمريكية عالمة بأدق التفاصيل ، بل ساهمت “مخابراتياً” عن انجاز ما فتح السبيل الأقرب لإنجاح أهدافها العملية المرتبطة بتمكُّن إسرائيل دفعة واحدة قي إخراج البرنامج النووي الايراني من الخدمة أو تعطيله لسنة على الأقل ، وإضعاف القوات العسكرية الإيرانية بكل فروعها ، فالشروع في قلب نظام الحكم واستئصال قادة تراهم الخطر الأكثر خطورة على كيانها المصطنع كدولة إسرائيل ، لكن نتنياهو أراد كالعادة إظهار نفسه المخطط والمنفذ والمستغل أي نجاح يحققه في هذا الصدد ، والرئيس ترامب مدرك هذا وتركه يتصرف متسرعاً بدل انتظار مزيداً من الوقت حتى تكتمل التخطيطات الإضافية لمواجهات ردود الفعل ، إذ إيران لن تكون بنفس الضعف الذي صوره عنها رئيس وزراء إسرائيل بعامل تحميس مؤيديه لإنهاء مثل الانشغال الذي ارَّق حياة حكام مثل الكيان الصهيوني لسنوات ، وهكذا انطلق ليكون إعلانه الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضربة إستباقية ، المحققة المفاجأة لحين اقصر من القصير ، استطاعت بعده إيران ، امتصاص كل المخلفات السلبية الناتجة عن ذلك ، وانصرفت بكل جدية لتبرهن أنها دولة كبرى لا يحق لأي كان التقليل من قيمتها .
… طبعاً اختباء الإسرائيليين بين الجدران وتكدُّسهم وسط الملاجئ الأرضية ، لن تعفيهم ممَّا بدأ يتكشَّف من أضرار أساسها الصواريخ المسلطة عليهم وبكثافة من إيران ، أصبحوا معها يدركون أن مجتمعهم اليهودي لن يكون قادراً على تحمُّل مثل الحروب المنتهية آجلاً أو عاجلاً بما توهموها دولة يؤسسونها باحتلال أراضي الغير وذبح أهاليها دون شفقة ، قادرة على حمايتهم والذهاب بتخطيطاتهم إلى زعامة المنطقة ، وقطعاً سيؤدون عما اقترفوه بمسح وجودهم مما حسبوه عالماً يملكون زمامه بين أيديهم الملطخة بدماء تحالفهم مع الشيطان ، الزاحفين لنهايتهم المحتومة لا ريب في ذلك . إيران أكبر من أن يُتركوا خدام الباطل المتزعم أوهام السيطرة على العالم بقوة المكر والخداع وحيل الشخصية المزدوجة الوجهين المفضوح معهما معا ببشاعة اعتداء ، والتظاهر في ذات الوقت بالدفاع عن سلامة منطقة بكل وسائل الافتراء ، أجل إيران أكبر من التضحية بمقامها التاريخي ، ومكانتها كدولة ذات سيادة ، لها كامل الحق في امتلاك ما يقويها كسلاح ، تدافع به عن اختياراتها ، المتحملة عنها كل المسؤوليات ، اتجاه ذاتها وما يخيط بها من عالم ، يناضل من أجل العيش المشروع في أمن واستقرار وسلام ، أكبر من أن تكون غافلة عمَّا تتهيأ به إسرائيل لإلحاق الأذى بها مدفوعة من نفس الشيطان . كانت تفضل أن تتعقَّل الولايات المتحدة الأمريكية وتكتفي بمراعاة أحوالها التي أصبحت مدعاة للحيرة والتعجب ، بدل التدخل في شؤون الغير ، وبخاصة تلك الدول البعيدة عنها ، العاملة على تكوين قدراتها اعتماداً على إمكاناتها المحلية وعقول أبنائها النيرة مهما كان الميدان ، حتى إذا فاض كأسها ملأت أجواء ” تل ابيب” الكبرى بغضب صواريخ ذكت ما اختارته إيران من مؤسسات حيوية ، طالما سخرتها الدولة الصهيونية لإلحاق ويلات أضرار لا تخصى بأبرياء فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن ، فيُسمع عويل هؤلاء الصهاينة عبر القنوات الفضائية ، الناقلة للعالم ما هي قادرة عليه إيران لتؤكد أن المعتدين عليها لن ينعموا بنشوة الفرح ، أو النوم المباح ، إلا وهم يرتجفون خوفاً .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنى-استراليا [email protected]
https://assafir-mm.blogspot.
212770222634