استشعار المخاطر … !!!
المهندس هاشم المجالي ….
تعتبر استراتيجية إدارة المخاطر من اهم اولويات كافة الجهات الحكومية والصناعية والتجارية وغيرها ، بهدف تذليل اكبر نسبة من المخاطر التي من الممكن ان تواجهها تلك الجهات ، فهناك خطوات اساسية أهمها نظرية الاحتمالات لكل ما من شأنه ان يؤثر بشكل سلبي على الاداء والانتاجية .
كذلك التحليل والتقييم لتوفير نهج شامل للتحكم في مواجهة تلك المخاطر ، والتقليل من حجم الخسائر التي من الممكن ان تنجم عنها ، ويكون هناك إعداد لخطة بشكل استباقي لكافة هذه الجهات المعنية ، فهناك نظرة واقعية لما يجري من أحداث وازمات خارجية محدقة بالوطن ولها انعكاسات داخلية شئنا أم أبينا .
فهناك ازمات ومخاطر متوقعة وهناك ايضاً ما هو غير متوقع ، والتي من الممكن ان تحدث تخبطاً في اتخاذ القرارت لمواجهتها ، وكلنا يعلم أننا حالياً نعيش في وسط تحيط به المخاطر من كل الجوانب ، وعواقبها وتأثيراتها سلبية حتى نتائج هذه الازمات والاحداث ايضاً سلبية ، ولها تأثير مباشر على كل مناحي الحياة العملية والمعيشية والاقتصادية وغيرها ، فإذا كان هناك ادارة ازمات لكافة القطاعات حسب الاختصاص سواء منزلية او مجتمعية او اقتصادية او ما يخص النقل والاتصالات والبنوك وغيره ، فانقطاع التيار الكهربائي لسبب أو لآخر سيؤثر سلباً على كل مناحي الحياة العملية والمعيشية .
كذلك عدم توفر النفط بانواعه كذلك فقدان المواد الغذائية الاساسية مع ما هو متوفر من مخزون استراتيجي وهكذا ، فالازمات التي تحيط بنا هي حروب لا ترحم ولا تميز الصديق من العدو ، فالكل يبحث عن مصالحه ولا ينظر الى غيره ، فبعض المخاطر يؤدي الى توقف العمل كلياً او جزئياً ويتبعه اضرار على المدى القصير او البعيد ، فكيف علينا ان نعد انفسنا لذلك لنحد من شدة تلك المخاطر .
وكما نشاهد الواقع الحالي هو مراقبة ومتابعة الاحداث وتناقل المعلومات واجراء التحليلات السياسية وغيرها ، لكننا لم نجد لهذه اللحظة أي خطوات عملية من كافة القطاعات الأخرى ، اي مبادرات تتعلق باتخاذ اجراءات للحد والتقليل من المخاطر التي من الممكن أن تحدث .
الكثير لا يزال يعيش على نظام الفزعة ويصبح يناشد الجهات الرسمية لايجاد حلول لازماته ، ويطالب بالتعويض عما لحق به من خسائر ، لذلك لكل قطاع ان يشكل خلية ادارة ازمة لوضع الخطط لمواجهة كافة الاحتمالات المتوقعة والغير متوقعة للسير نحو بر الأمان .
ماذا لو اطلقت ايران صاروخاً نووياً باتجاه اسرائيل ، قد يعتبر البعض أن هذا نصراً وعلينا ان نفرح ، لذلك لكن ما هي النتائج المترتبة على ذلك ، حيث موقع الانفجار سيتحول الى رماد بدائرة كبيرة يختفي بها البشر وكل مقومات الحياة .
حيث يعتبر هذا هو الانفجار الأولي والفوري يليه انفجار هوائي وصوتي ، يؤثر بشكل مباشر على المنازل فيكسر الزجاج وتنسحق الجدران وتتطاير السيارات ، ولا يبقى ضمن هذه المنطقة بشر ، والدمار سيتجاوز حدود منطقة الانفجار بل سيطال كل ما هو مجاور حتى الدول القريبة حيث ستنقطع الكهرباء ، وسيكون هناك اشعاعات وامراض خبيثة .
فالرياح تنقل كل شيء بسرعة لكافة المناطق ، حتى الارض تتحول الى أرض مسمومة لا تصلح للزراعة لسنوات طويلة وتتلوث المياه ، أي أننا امام احتمالات كثيرة ومتعددة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار .
ولا ننسى أنه لا تتوفر ملاجيء عامة ذات مواصفات خاصة لمواجهة مثل هذه الاحتمالات ، حتى الملاجيء المنزلية او الخاصة بالابنية التجارية وغيرها ، فأين نحن من ذلك ، ومن المسؤول عن ذلك ، فهل هناك مسؤولية رسمية او مجتمعية او قانونية وعلى صاحب العقار أن يوفر ذلك .