*عن رحيل الشهيد الحاج حسين خليل (أبو علي)*

هيام وهبي  ……

هي ليست المرة الأولى التي يغتالونك فيها يا درع السيد وملاكه الحارس..فقد اغتالوك من قبل حين أغتالوا حلمنا العربي الجميل، عزيز الروح، سيدنا نصرالله عليه السلام ..
قتلوك وأوجعوك يومها كما أوجعوا أمّة بأغلى ما لديها..قتلوا روحك التي منذ ذلك اليوم الأسود تحنٌ للقاء سيدها ..قتلوك يا خادم المرقد الشريف،أيها الوفي لمعشوقك في الأرض وفي السماء .. وما علموا أن قتلهم لك اليوم هو أقّل أيلاماً .. وان جسدك يحنٌ إلى الروح التي فارقته يوم أغتالوا تاج العرب . مصرعك اليوم يا شهيدنا الكبير أشبه بتحقيق أمنيتك للقاء من كنت رفيقه وظله والعين الساهرة التي ترعاه.. وكنت تعويذته التي تقيه من كل أذى، والطلسم الذي يرُد عنه كيد الكائدين ..
قتلوك يا حاج حسين لأنك من عبق السيد وشذاه وخزانة أسراره ولأنك الذاكرة المفعمة بحكايا وخفايا ما لا نعرفه عن شهيدنا الأسمى .. ذاكرة نلجأ إليها حين يوجعنا الحنين لنعرف التفاصيل التي وحدك تعرفها عن إمام عصرنا الذي أغتالته يد الغدر ..
غيبوك أيها المؤتمن على أغلى ما كنّا نملكه.. لأنك تذكرَهُم بعجزهم أمام قوّته ،فسماحته هو الرعب الذي لا يفارقهم حتى بعد إرتقائه .. هو الرُهاب الذي يرافقهم ولا شفاء منه ..يحاولون إبادة كل ما يذكّرهم بمن بدد أسطورتهم وكسر جبروتهم وأذاقهم طعم الهزيمة وأثبت للعالم أنهم أوهن من بيت العنكبوت..رحيلك يا حاج أبو علي ترك في قلوبنا الألم والحزن فقد كنت بعضاً من السيد نواسي أنفسنا بوجودك في دنيانا .. خسارتنا كبيرة برحيلك، ولكن ما يخفف من حزننا عليك أنك الآن نلت الشهادة التي تمنيتها ،وأنّك وكما كنت في الدنيا ،ستكون في السماء مع من أشتاقت روحك إليه … فوداعاً أيها الشهيد الكبير المقاوم .. وداعاً يا من نذرت عمرك كله لتحمي من كان يحمي الوطن وفلسطين والأُمّة .. وداعاً حج حسين خليل ..ولروحك الوفيّة الرحمة والسلام وكل المجد والخلود وجنّات النعيم ..

هيام وهبي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.