في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات .. ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي………

ما بال القلوب ترتجف إذا ذُكر الشهداء؟ وما بال العيون تفيض إذا خُطّت أسماؤهم على جدار المجد؟!
أي سطرٍ هذا الذي خُطّ بالدم الطاهر، فصار عهدًا وميثاقًا بين الحاضر والمستقبل، بأن الأوطان لا تُبنى إلا على أكتاف من حملوا الأرواح في أكفهم، ومضوا لا يبتغون إلا وجه الله وكرامة الوطن؟

هؤلاء هم رجال مكافحة المخدرات، أولئك الذين خاضوا غمار الحرب الخفية، تلك التي لا يُسمع فيها دوي المدافع، ولكن تُزهق فيها الأرواح دفاعًا عن القيم، وحماية للجيل، وصونًا لما تبقى من طُهرٍ في زمنٍ اختلط فيه الخير والشر.

خرجوا من بيوتهم، يقبّلون جباه أبنائهم، ولا يعلمون إن كانوا سيعودون إليهم بأجسادهم، أم ستعود إليهم ذكراهم، ملفوفةً براية الوطن.

إنهم شهداء الواجب، إخوتنا، زملاؤنا، بل أبناؤنا الذين استراحوا في مقاعد الخلود، وتركوا لنا لواءً لا يسقط، وسيرةً لا تندثر.
إنهم النور في ظلمة هذا الدرب، والنبض في قلب وطنٍ يأبى أن يُذل أو يُستباح.

لا تبكِ يا أمّ الشهيد، فإن ابنك حيٌّ لا يموت، قد خُلّد في سجل الخالدين، واحتفى به ربُ العالمين، وما كانت دموعك إلا دُعاءً، وما كان حزنك إلا وسامًا من فخر.

اللهم إنّا نشهد كما رأينا، أنهم ما تخاذلوا، وما تراجعوا، وما خافوا، فاجزِهم عنا وعن هذا الوطن خير الجزاء، وارزقهم منازل الشهداء، مع النبيين والصديقين، في أعلى عليين.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا