ما حقيقة الموقف الايراني تجاه القضية الفلسطينية ؟؟؟
محي الدين غنيم ……
تُعد القضية الفلسطينية من أبرز القضايا الإنسانية والسياسية في العصر الحديث، وقد لاقت دعمًا وتأييدًا من عدد من الدول والشعوب، وكان من بين أبرز المواقف الداعمة موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي تميز بالثبات والمبدئية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وحتى اليوم. وقد شكّل هذا الموقف عنصرًا فاعلًا في تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وينبع الموقف الإيراني من القضية الفلسطينية من منطلقات عقائدية إسلامية وإنسانية، حيث تؤمن القيادة الإيرانية بأن فلسطين أرض إسلامية مغتصبة، وأن من واجب المسلمين كافة الوقوف إلى جانب شعبها المظلوم. وقد أعلن الإمام الخميني رحمه الله، منذ الأيام الأولى للثورة أن “إسرائيل غدة سرطانية يجب استئصالها”، مؤكدًا أن دعم الشعب الفلسطيني واجب ديني وأخلاقي.
كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى في دعم القضية الفلسطينية جزءًا من مواقفها الثابتة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، لا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل، الذين تسعى إيران لمواجهتهما سياسيًا وثقافيًا وعسكريًا من خلال دعم حركات التحرر والمقاومة.
ولم تكتف إيران بالشعارات، بل ترجمت موقفها إلى دعم فعلي لفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة”حماس” وحركة “الجهاد الإسلامي”. وقد شمل هذا الدعم مساعدات مالية وعسكرية، إلى جانب تقديم التدريب والاستشارات، مما ساهم في تعزيز قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي المتكرر وخصوصا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر .
كما لعبت إيران دورًا مهمًا في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، من خلال مواقفها في الأمم المتحدة، ومؤتمرات القمة الإسلامية، ومبادراتها المستمرة في فضح جرائم الاحتلال، والدعوة إلى مقاطعة الكيان الصهيوني.
ومن أبرز المبادرات الإيرانية في هذا السياق هو إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان “يوم القدس العالمي”، وهو اليوم الذي دعا إليه الإمام الخميني ليكون تذكيرًا دائمًا للمسلمين والعالم بأسره بمظلومية الشعب الفلسطيني، وفرصة لحشد الدعم الشعبي والدولي للقضية.
وقد أصبح هذا اليوم مناسبة تُنظّم فيها مسيرات ومظاهرات في مختلف أنحاء العالم، تعبر عن وحدة الشعوب الحرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعمها للحقوق الفلسطينية.
وبكل أسف ورغم هذا الموقف المشرف، تتعرض إيران لحملات تشويه واتهامات من بعض الأنظمة ووسائل الإعلام، بهدف النيل من دورها وتشويه صورتها أمام الشعوب. لكن الواقع يثبت أن إيران كانت، وما زالت، من بين الدول القليلة التي تقدم دعمًا صادقًا ومستمرًا للقضية الفلسطينية دون مساومة أو تبعية.
وفي الختام نؤكد بإن الموقف الإيراني تجاه القضية الفلسطينية يجسّد نموذجًا نادرًا في العالم المعاصر لدولة تجعل من المبادئ والقيم ركيزة لسياستها الخارجية. وإن وقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني يُعد موقفًا مشرفًا يستحق الاحترام، ويدعو بقية الدول الإسلامية والعربية إلى مراجعة مواقفها والتخلي عن الصمت أو التواطؤ، والعمل بصدق لنصرة الحق الفلسطيني.
الكاتب من الأردن