اليوم الثاني من محرّم 61 هـ: بداية المواجهة في كربلاء
طوفان الجنيد ….
في ذلك اليوم المشؤوم، اليوم الثاني من محرّم سنة 61 للهجرة، كان قد وصل ركبُ أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) إلى أرض كربلاء، أرضِ الكربِ والبلاء، كما وصفها رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) لولده الحسين حينما زاره في منامه بالمدينة المنورة، وأخبره باستشهاده في تلك البقعة المسماة وادي الطف (كربلاء).
فنزل سلام الله عليه ومَن معه هناك، بالقرب من عين ماء، بعد أن منعه جيشُ يزيد بقيادة الحرّ الرياحي من التوجه إلى الكوفة، فانحدر نحو الوادي. وعندما استقرَّ بتلك البقعة سأل عن اسم المكان، فقيل له: “تُدعى بكربلاء”، فعرف أنه مكان استشهاده (سلام الله عليه)، فخَيّم هناك، وبات ليله التالي تالياً للقرآن، متعبّداً لله حتى الصباح، وهو يشاهد جحافلَ الجيش تطوّق المكان وتحاصره.
وقد بدأ جيش يزيد بقيادة عمر بن سعد بمنع الحسين ومن معه من الماء، مما زاد من معاناة أصحابه وعياله.
كان هذا اليوم هو بداية الحصار الذي استمر حتى اليوم العاشر من محرّم.
محاولة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) التفاوض مع الجيش المحاصر بقيادة عمر بن سعد
بعث إليهم أخاه (العباس بن علي) ليفهم دوافع هذا الحشد العسكري وسبب هذا الحصار، لكن ابن سعد أصرّ على طلب البيعة ليزيد أو القتال، مما جعل المواجهة حتميّة.
ورغم اشتداد الحصار، وتكاثر التهديدات، وبدء المناوشات، إلا أن ثبات وإيمان أبي عبدالله الحسين ومن معه كان أقوى من كل الظروف، فقد رفض التنازل عن مبادئه وموقفه، وفضّل التضحية والفداء والاستشهاد على الرضوخ للطغاة والظالمين.
في ختام هذا اليوم، نستفيد من موقف أبي عبدالله الحسين (عليه السلام):
أنّه مدرسة في الإباء والثبات على المبادئ الثورية الحقّة، ورفض كل المغريات، والإقدام والبسالة والتضحية مهما كانت المخاطر محدقة، لأنّ كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، والحق ظاهر، والباطل زاهق دائماً.
وللحديث بقيّة…
الكاتب من اليمن