*فادي السمردلي يكتب: كَلِمَتُكَ مِرْآتُكَ تَعْكِسُ مَن تَكُونُ وليس مَا تَقُولُ.*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  …..

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.* 👉

*👈(لسانك حصانك 🐎 )*

في عالم تتسارع فيه الأحداث وتكثر فيه الوعود، تبقى الكلمة الصادقة من أندر وأثمن ما يمكن أن يمتلكه الإنسان فالكلمة ليست مجرد صوت يخرج من الفم، بل هي تعبير عميق عن المبدأ، وجسر من الثقة يبنيه المرء مع من حوله فحين تعِد بشيء ولا تفي به، أو تتكلم بأمر ثم لا تلتزم به، فأنت لا تفقد فقط مصداقيتك، بل تضع نفسك في موضع شك دائم من قبل الآخرين فكيف تنتظر من الناس أن يحترموا كلمتك، أو يتبعوا توجيهاتك، أو يثقوا بحديثك، وأنت أول من لا يمنح الكلمة وزنها وقيمتها؟ إن احترام الكلمة يبدأ من الداخل، ولقيمك، ولمسؤوليتك تجاه الآخرين.

حين تستهين بكلمتك، فأنت في الحقيقة تستهين بوزنك أمام الناس، وتقلل من تأثيرك فيهم فالكلمة قد تبني، وقد تهدم، لكنها لا تكون ذات قيمة إلا حين تأتي من شخص صادق، يفي بوعده، ويقف خلف قوله بأفعاله وفي المقابل، أولئك الذين يعدون ويتحدثون كثيرًا ولا يفعلون شيئًا، يُنظر إليهم مع مرور الوقت على أنهم مجرد صدى فارغ، لا يُعتد به، ولا يُرجى منه الكثير فالناس لا ينجذبون للأقوال بقدر ما يتأثرون بالفعل، ولا يُعجبهم من يزين كلماته دون أن يقترن بها التزام حقيقي.

من الجدير بالذكر أن فقدان احترام الكلمة لا يقتصر أثره على العلاقات الشخصية فقط، بل يمتد إلى كل جوانب الحياة في العمل، وفي الصداقات، وحتى في نظرة الإنسان لنفسه فحين يكذب الإنسان على غيره، أو يعد ولا يفي، فإنه، دون أن يشعر، يزعزع احترامه لذاته، ويخلق فجوة بين ما يقول وما يعتقد ومع الزمن، يصبح من الصعب عليه التمييز بين الصدق والمجاملة، بين الوعد الحقيقي والكلام العابر، ويضيع بذلك جوهره ومكانته.

الصدق في الكلمة ليس رفاهية أخلاقية، بل ضرورة لبناء حياة مستقرة قائمة على الثقة المتبادلة وأحيانًا، الصدق في الاعتراف بعدم القدرة على الوفاء بوعد ما، أَشرفُ بكثير من الاستمرار في التهرب فالناس تُقدّر من يعترف بخطئه، وتزداد ثقتهم بمن لا يخاف أن يقول الحقيقة حتى لو كانت صعبة أما من يهرب من التزامه بالكلمة، فإنه يخسر شيئًا فشيئًا مكانته في قلوب من حوله.

في النهاية، إذا كنت ترغب بأن يحترم الناس كلمتك، فابدأ أنت باحترامها فلا تقل إلا ما تعنيه، ولا تعد بشيء لا تنوي فعله، وتذكر دائمًا أن الكلمة التي تخرج منك قد تكون عند المستمع وعدًا مقدسًا أو أساسًا يبني عليه قرارات مهمة في حياته فكن أهلًا لها، وكن صادقًا في كل حرف تنطقه، لأن الكلمة التي تُحترم تُصنع بها الثقة، وبالثقة تُصنع العلاقات، وبالعلاقات يُبنى الإنسان لذا انظر لمرآة ذاتك .

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا