*فادي السمردلي يكتب:الجامعة الأردنية منارة وطنية لن تُطفئها حملات التشويه*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
منذ تأسيسها عام 1962، لم تكن الجامعة الأردنية مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت حلمًا وطنيًا تحقق، ولبنة أساسية في مشروع بناء الدولة الحديثة فلقد شقت طريقها بصبر وإصرار، وراكمت الإنجازات عامًا بعد عام حتى أصبحت اليوم واحدة من أبرز الجامعات في المنطقة، ومقصدًا للعلماء والطلبة من شتى أنحاء العالم العربي فلم تأتِ هذه المكانة المرموقة من فراغ، بل كانت ثمرة عقود من العمل الجاد، والتطوير المستمر، والتزام لا يتزعزع بالرسالة التعليمية والوطنية واليوم، وبعد أن احتلت الجامعة الأردنية مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية ونجحت في تعزيز حضورها البحثي والأكاديمي، تواجه – ويا للمفارقة – حملة تشويه شرسة تتقن الاصطياد في الماء العكر، وتحاول أن تضرب هذا الصرح في لحظة توهجه.
هذه الحملة ليست نقدًا بنّاءً كما يروّج البعض، بل هي أقرب إلى تصفية حسابات، أو استهداف ممنهج، يتجاوز القضايا التفصيلية ليطال صورة الجامعة وهيبتها ففجأة، تظهر أصوات تتحدث بلغة لا علاقة لها بالحرص أو الغيرة، بل بلغة تفتقر للحد الأدنى من الدقة والعدالة فتُستحضر قضايا قديمة تم التعاطي معها إداريًا وقانونيًا، ويُعاد تسليط الضوء عليها بطريقة متعمدة وموجهة، وكأن المقصود هو تشويه الإنجاز لا تصحيح الخطأ وهنا لا بد أن نسأل لماذا الآن؟ لماذا في ذروة النجاح؟ لماذا حين ترفع الجامعة رأس الأردن عاليًا في المحافل الأكاديمية الدولية؟ أليس ذلك دليلًا على أن النجاح يُزعج البعض؟!
الجامعة الأردنية ليست مجرد قاعات ومحاضرات، إنها مجتمع مصغّر يتفاعل فيه الآلاف من الطلاب ومن مختلف الأطياف، إلى جانب كادر أكاديمي وإداري يشكل نخبة الفكر والعلم في المملكة وهي، كأي مؤسسة بشرية، عرضة للخطأ، لكنها في الوقت ذاته تمتلك القدرة والإرادة على الإصلاح والتطوير والمساءلة.فما يُثار اليوم يُغفل عمدًا هذا الجانب، ويقدّم صورة مشوهة ومنقوصة.
إن استهداف الجامعة الأردنية في هذا الوقت بالذات له دلالاته الواضحة، فهو لا يعبّر عن غيرة على المؤسسة بقدر ما يعكس محاولة للنيل من مؤسسة نجحت في تعزيز مكانتها الوطنية والعالمية ومن المؤسف أن يُستهدف هذا الصرح الذي ساهم في تشكيل وعي الأجيال، وخرّج القادة وصانعي القرار والمفكرين والأطباء والمهندسين والمبدعين، من داخل الوطن وخارجه.فهذه ليست مجرد جامعة، بل هي الذاكرة العلمية والثقافية للأردن، وهي مرآة لِما هو أفضل في هذا البلد من عقل ومعرفة ورؤية.
ومع كل هذا، تستمر الجامعة، بقيادة معالي الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، في البناء والتطوير رغم الضجيج فهذه القيادة التي جاءت بخلفية أكاديمية ومهنية رفيعة، أثبتت أنها لا تلتفت إلى المهاترات، بل تركز على ما ينفع الجامعة والطلبة والمجتمع فمن تطوير في البنية التحتية، إلى توسيع برامج الدراسات العليا، وتعزيز الشراكات الدولية، ورفع كفاءة البحث العلمي، والتوسع في الرقمنة وخدمة المجتمع المحلي، كل ذلك يؤكد أن الجامعة في يد أمينة وماضية في طريق التقدم.
وإلى المشككين نقول النقد الحقيقي البناء لا يُمارس بالمناكفات ولا بالتشويه، بل بالمشاركة الصادقة والعمل المنتج. أما محاولات الهدم فلن تنال من الجامعة الأردنية، لأن خلفها إرثًا عظيمًا، وأمامها مستقبلًا طموحًا، وحولها أردنيون يعرفون قيمة مؤسساتهم الوطنية إن الجامعة الأردنية لن تتوقف، ولن تلتفت إلى الوراء، ولن تتراجع أمام حملات التشويه، بل ستبقى عنوانًا للعلم، ومنارة للمعرفة، وركيزة من ركائز الدولة الأردنية الحديثة.
نختم بتأكيد راسخ نعم، الجامعة الأردنية – مثل أي مؤسسة حية – قد يخطئ بها البعض، لكنها لا تستحق أن تكون هدفًا لحملات التشويه بل تستحق الدعم، والمراجعة البناءة، والنقد المسؤول، لأنها تمثل أحد أهم عناوين الفخر الأردني، وجسرًا بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد فهي ليست مجرد “أم الجامعات” اسمًا، بل فعلًا ومقامًا ومكانة، وستبقى كذلك، بإذن الله، رغم كل الضجيج.