التعليم التقليدي والتعليم الحديث!!!
المهندس هاشم نايل المجالي …
التعليم الحديث هو التعليم من زاوية نظر مختلفة كليًا عن التعليم التقليدي، فأبرز ما يميز التعليم الحديث هو تفعيله لدور الطالب، والتركيز على وجود الفوارق الفردية بين الطلبة من حيث مستواهم واحتياجاتهم، على عكس التعليم التقليدي الذي يتعامل مع الطلبة كأنهم بنفس المستوى من الفهم والمعرفة، متجاهلًا الفروقات بينهم.
والتعليم الحديث يعتمد بشكل رئيسي وأساسي على الأنشطة، على عكس التقليدي الذي يعتمد على التلقين. والتعليم الحديث يطور مهارات الطلبة مثل التفكير الناقد، واتخاذ القرارات من خلال طرحه للأسئلة، وطلب الإيضاحات، والشرح المميز، والعمل الجماعي، والتعاون.
فهناك تباين في الحالات بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث، ففي خضم المتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، يبرز التعليم كأحد أعمدة التنمية المستدامة، خاصة بالدول النامية، ولم يعد التعليم التقليدي كافيًا لتلبية طموحات الشباب، ولا احتياجات السوق الذي تحركه التكنولوجيا والابتكار، في ظل تزايد التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
لذلك، على الدول النامية أن تتبنى فلسفة التعليم غير التقليدي، والتعليم المبتكر، لتهيئة جيل قادر على الإبداع والابتكار والتفكير النقدي، وصناعة الفرص بدلًا من انتظارها، خاصة لدينا موارد بشرية شابة وطموحة تواجه تحديًا ملموسًا رئيسيًا يتمثل في تهيئة الطلاب لمتطلبات سوق العمل، الذي يتغير بوتيرة متسارعة تتطلب مواءمة التعليم له، واتباع أساليب التعليم المرنة مع التكنولوجيا الحديثة، لخلق فرص جديدة لطلبتنا، وكسر قيود الزمان والمكان، للوصول إلى مصادر معرفية متنوعة ومواكبة لأحدث المستجدات في مختلف التخصصات، ليكونوا عنصرًا فاعلًا.
فلقد أصبح هناك في الجامعات تخصصات تواكب حاجات العصر، كالذكاء الصناعي، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة بأنواعها، والأمن السيبراني، وحماية الأنظمة والشبكات من الهجمات الإلكترونية، وعلوم البيانات، والروبوتات.
وأصبح هناك دعم للبحث العلمي ليحول الطالب من متلقٍ إلى منتج للمعرفة وصانع للتغيير، وذلك لدعم الدولة في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، وتعزيز المهارات الرقمية، ودعم ريادة الأعمال.
كل ذلك يبين مدى وعي الدولة بأهمية بناء قدرات وطنية تستطيع مستقبلًا قيادة دفة الاقتصاد الوطني نحو المستقبل بكل ثقة وكفاءة، وبناء مجتمع معرفي منتج قادر على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية، فنحن في عصر لا مكان فيه إلا لمن يبدع ويبتكر ويتطور باستمرار، فالاستثمار في التعليم غير التقليدي ليس خيارًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية لضمان استقرار المؤشرات التعليمية، الاقتصادية، والاجتماعية، في ظل المنافسة العالمية المتزايدة.
فكل أشكال الحياة أصبحت مختلفة تدريجيًا من كافة النواحي، وبالتالي يجب أن يتغير التعليم ليواكب التطورات المتسارعة في جوهره، ومعالجة المشاكل التي تحد من النمو الفكري والإبداعي لطلبتنا.
فكيف سيكون شكل التعليم في عام (2050) مع تطور التكنولوجيا، ونحن ما زلنا على نمط التعليم التقليدي؟ وهل سيكون هناك معلم جديد أكثر إبداعًا وتطورًا ليزيد قيمة حقيقية بالمعرفة والإبداع، ويعزز التفكير الجماعي المتعاون بين الطلبة، ليكون هناك التفكير الجماعي؟ فما هو الوقت المناسب لاتخاذ مثل هذه القرارات.
الكاتب من الأردن