يمنُ الأنصارِ… إن قال فعل، وإن توعّد نفّذ. إغراقُ سفينتَين في يومين
طوفانُ الجنيد .. ..
المقدمة:
الحمدُ للهِ حَقَّ حمدِهِ، نحمدُه ونشكرُه ونُسبّحُه ونستغفرُه، أنَّ وعدَهُ لمفعولٌ، لقد مَنَّ علينا بقيادةٍ حيدريّةٍ ربانيّةٍ ومنهجيّةٍ قرآنيّةٍ، تجسَّدتْ في شخصيّةٍ استثنائيّةٍ قلّما جاد الزمانُ بمثلِها: السيّد القائد العَلَم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، سلامُ اللهِ عليه، وحفِظَه وأدام ظلَّه وعِزَّه.
ذلك الذي ترجمَ الحِكمةَ اليمانيّةَ والهويّةَ الإيمانيّةَ إلى واقعٍ مَعيش، ملؤُهُ الفخرُ والاعتزازُ والمواقفُ المشرّفة، القائمةُ على الحريّةِ والكرامةِ والعزّةِ الإسلاميّة، التي يعجزُ التاريخُ عن تدوينها أو اختصارِها في كلماتٍ أو عباراتٍ.
ومن معركةِ طوفانِ الأقصى، والموقفِ اليمنيّ الداعمِ والمساندِ لغزّة وأهلِها، نستعرضُ لكم الأحداثَ الأخيرةَ في جبهةِ الدعمِ والإسنادِ البحريّ، وقرارَ الحظرِ الملاحيّ البحريّ على الكيانِ الصهيونيّ، الصادرِ من اليمن.
في تصعيدٍ بحريٍّ جديدٍ يعكسُ حرفيّةً عاليةً في تنفيذِ التهديدات، أعلنتِ القواتُ المسلحةُ اليمنيّة عن تنفيذِ عمليّتَين عسكريّتَين ناجحتَين ضد سفينتَين تجاريّتَين كانتا متوجّهتَين إلى الموانئ الإسرائيليّة، في خرقٍ صارخٍ لقرارِ الحظرِ اليمني، ورفضتا الاستجابةَ لتحذيراتِ القواتِ البحريةِ اليمن
العمليةُ الأولى:
استهدفت القواتُ البحريّةُ والجويّة سفينةَ “ميجل سيز” البريطانية بثلاثة زوارقَ حربيّةٍ، وخمسةِ صواريخَ بالستيّةٍ ومجنّحةٍ، وثلاثِ طائراتٍ مسيّرة، وقد كانت العمليّةُ ناجحةً، أصابتِ السفينةَ إصابةً مباشرةً أدّت إلى غرقِها واستقرارِها في قعرِ البحر، بفضلِ الله.ن
ال عمليةُ الثانية:
جاءتْ بعدَ الأولى بساعاتٍ قليلة، حيثُ تمَّ استهداف سفينةِ الشحنِ التجارية “TERITYC E”، التي كانت ترفعُ علمَ ليبيريا، بواسطةِ زورقٍ بحريٍّ مسيّرٍ وستّةِ صواريخَ بالستيّةٍ ومجنّحةٍ، وقد أُصيبتْ إصابةً مباشرةً أدّتْ إلى غرقِها واستقرارِها في قاعِ البحر.
وقد تمَّ تقديمُ المساعدةِ اللازمةِ لطاقمِ السفينةِ، وتوفيرُ خدماتِ الإنقاذِ والضيافةِ المطلوبةِ.
هاتان العمليّتانِ ليستا الأُولَيَيْنِ من نوعِهما، لكن توقيتَهما المتقاربَ (في يومَين متتاليَين)، ونجاحَهما في إلحاقِ أضرارٍ جسيمةٍ بسفينتَين، يُؤكدان عدّةَ نقاطٍ جوهريّة:
١- القدرةُ العسكريّةُ المتطوّرة:
تُظهرُ قواتُنا المسلّحةُ الباسلةُ قدرةً عظيمةً ولافتةً على تطويرِ أسلحةِ الرّدعِ المتنوّعةِ والمتطوّرةِ، وتنفيذِ هجماتٍ متعدّدةٍ ومعقّدةٍ ضد أهدافٍ بحريّةٍ باستخدامِ (زوارقَ مفخّخةٍ، طائراتٍ بحريّةٍ مسيّرة، صواريخَ موجّهة)، متغلّبةً على الحواجزِ الدفاعيّةِ الغربيّة.
2- الالتزامُ بالتهديدات:
العمليّتان تجسيدٌ عمليٌّ للتحذيراتِ المتكرّرةِ من القيادةِ اليمنيّة، بأنّ أيّ سفينةٍ مرتبطةٍ بإسرائيل أو متّجهةٍ إلى موانئِها في البحرِ الأحمر ستكونُ هدفًا مشروعًا، وذلك “تضامنًا مع غزة” و**”ردًّا على جرائمِ العدوان المستمرّة”**.
3- استمراريّةُ الضغط:
تأتي الضربتانِ في سياقِ تصعيدٍ متواصلٍ منذُ أشهرٍ، هدفُه شَلُّ حركةِ الملاحةِ البحريّةِ المتّجهةِ إلى الكيانِ الصهيوني، وفرضُ كُلفةٍ اقتصاديّةٍ وعسكريّةٍ باهظةٍ على العدوّ المجرم.
4- تحدٍّ وصمودٌ وثباتٌ منقطعُ النظير أمام الحملاتِ العسكريةِ الغربيّةِ (بقيادةِ الولاياتِ المتحدةِ وبريطانيا) تحتَ مسمّى “حمايةِ الممراتِ البحريّةِ والتجارةِ العالميّة”.
لقد أثبتتِ القواتُ المسلحةُ اليمنية قدرتَها الكبيرةَ على اختراقِ كلّ الدفاعاتِ العسكريّةِ للعدوّ، وتنفيذِ عمليّاتها الحاسمةِ بدقّةٍ وجرأةٍ، كما أكّدت مرارًا وتَكرارًا على استمرارِ عملياتِها المسانِدةِ لغزّة حتى وقفِ العدوانِ عليها ورفعِ الحصارِ الجائر عنها
الخاتمة:
تشيرُ التقاريرُ الدوليةُ والتحليلاتُ العسكريّةُ إلى أنّ هاتين العمليّتين كانتا نتيجةً طبيعيّةً لما تقومُ به اليمنُ من أداءٍ إنسانيٍّ مشرّفٍ، وإرسالِ رسالةٍ قويّةٍ، وبالستيّةٍ، وواضحةٍ إلى العالم:
أنّ تحذيراتِ اليمنِ وتهديداتِها ليستْ شعاراتٍ جوفاءَ تُطلقُ في الهواء، بل تحرّكاتٌ صادقةٌ وأوامرُ تنفيذيةٌ، ومبرهنةٌ على قدراتٍ عسكريّةٍ حقيقيّة.
وستستمرُّ اليمنُ في فرضِ الحصارِ الشاملِ على العدوّ الصهيونيّ المجرم، حتى يوقفَ عدوانَه، ويرفعَ حصارَه، ويكفَّ عن جرائمِه في غزّة، وباقي شعوبِ الأمّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ.
واللهُ حسبُنا ونِعمَ الوكيل، نِعمَ المولى ونِعمَ النصير.
عاشَ اليمنُ حرًّا عزيزًا مستقلًّا،
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأُمّة.
الكاتب من اليمن