*فادي السمردلي يكتب: الفيصلي بيتنا جميعًا فلنقف خلفه كما يليق بالزعيم*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  …

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

الآن… فلنُخفّف من الضجيج.
ليس لأن الآراء لا تهم، بل لأن اللحظة تحتاج ما هو أعمق من مجرد كلمات.
تحتاج قلبًا نابضًا بالولاء، وعقلًا يعرف متى يتكلم ومتى يصمت… لا لضعف، بل لحكمة.

الفيصلي يمرّ بمرحلة تتطلب أن نكون أكبر من خلافاتنا، أهدأ من زوابعنا الإلكترونية، وأصدق من حماسٍ لحظي لا يصمد أمام أول تعثّر.
ولأننا أبناء هذا الكيان، ونعرف تاريخه، لا بد أن نرتقي لمستواه… فهو ليس مجرد نادٍ، بل قصة مجد ممتدة، علمٌ مرفوع في سماء الكرة الأردنية منذ عقود.

في الأشهر الماضية، سمعنا أصواتًا كثيرة.
بعضها جاء من مكان محب، من قلب حريص، رأى الخلل وأراد التصحيح.
هذا النوع من النقد هو الذي نحتاجه، لأنه يعكس انتماءً حقيقيًا، لا يُغريه التصفيق الأعمى، ولا تُعميه العاطفة.
لكننا – بصراحة – سمعنا أيضًا ضجيجًا لا يحمل نوايا واضحة نقدًا لمجرد النقد، كلمات تُقال لتُقال، وكأن الفيصلي مجرد مساحة للظهور.
وهذا لا يخدم، لا النادي، ولا الجمهور، ولا حتى صاحبه.

وعلى الجهة الأخرى، هناك من وقف إلى جانب الفيصلي دون تردد، من أيّد ودعم وشجّع، لأن الإيمان لا يهتز بلحظة تعثّر، ولأن من يعرف قيمة الزعيم، لا يقف في المنتصف.
لكن، وحتى هنا، علينا أن نكون منصفين.
الدعم لا يعني أن نغلق أعيننا عن الأخطاء، ولا أن نُقدّس القرارات
فالمحبة لا تُقاس بالصمت، بل بالصدق.
فأحيانًا، أحوج ما نكون إليه هو كلمة صادقة تُقال بهدوء، لا تصفيق لا ينتهي.

اليوم، لا نُحاسب أحدًا على ما مضى، ولا نفتح دفاتر الأمس.
كلنا أخطأنا، وكلنا اجتهدنا، ولكننا الآن أمام لحظة مفصلية.
الزعيم مقبل على مرحلة تحتاج وحدة الصف.
تحتاج أن نكون جمهورًا يعرف متى يرفع صوته، ومتى يكتفي بالوقوف بثقة، خلف الفريق، دون شروط.

الفيصلي ليس لاعبًا ولا مدربًا فقط.
الفيصلي هو جمهور يملأ المدرجات، هو طفل يرتدي القميص الأزرق لأول مرة، هو رجل ستيني ذرف دمعة فرح مع كل لقب، هو أم تحفظ الأسماء والتواريخ كأنها رواية حياتها
فالفيصلي هو كل واحد فينا… بكل ما نحمل من شغف، وذاكرة، وولاء.

فاليوم، إن لم نقف معًا، فمتى؟
إن لم ندعم الفريق في هذه اللحظة، فهل نستحق أن نحتفل حين يرفع الكأس؟
المسألة ليست في الفوز والخسارة، بل في الانتماء وقت الشدّة.
أن نكون الدرع وقت الريح، والسند وقت العتمة، والمُلهِم حين يتعب الفريق من الركض.

هي دعوة… لا للتنازل عن آرائنا، بل لتقديم حبنا أولًا.
لا لننسى ما رأيناه من أخطاء، بل لنُدرك أن التصحيح لا يعني الانقسام.
هي دعوة… لأن نكون كما اعتدنا أن نكون: جمهور الزعيم… لا جمهور العتب.

ارفعوا رؤوسكم… فالفيصلي ما زال هنا.
ما زال الكيان الذي نحب.
وما زال يستحق منا أن نكون خلفه… لا أمامه، لا فوقه… بل خلفه تمامًا، كما كان دومًا.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا