رسالة للسيد أحمد الشرع – رئيس الجمهورية العربية السورية
محي الدين غنيم ….
رسالة للسيد أحمد الشرع – رئيس الجمهورية العربية السورية
سيدي الرئيس أحمد الشرع،
أخاطبك اليوم لا بصفتي كاتبًا ولا محللًا سياسيًا، بل بصفتي عربيًا محبًا لسورية، عاشقًا لأرضها، مؤمنًا بوحدتها، ورافضًا لكل ما يُراد بها من تفكيك وتشتيت.
سورية اليوم تقف على مفترق طرق حاسم، تتقاذفها رياح الفتنة الطائفية والمذهبية، وتُغذّي نارها أيادٍ خبيثة لا تريد الخير لهذا الوطن العربي العريق. من المؤسف أن نرى حملات التحريض تتكاثر، وخطابات الكراهية تُزرع في عقول شبابنا، بينما أعداء الأمة يتفرجون، بل ويصفقون لهذا التمزق الذي يخدم فقط مشاريع التقسيم والتفتيت.
سيدي الرئيس،
ندائي إليك من قلبٍ محروق على سورية، أن تتدخل بحزم وقوة لإطفاء نار الفتنة، وأن تُطلق مبادرة وطنية شاملة للحوار والمصالحة بين جميع مكونات الشعب السوري، دون استثناء أو تهميش. نريد أن نسمع خطاب الوحدة، لا صوت البنادق. نريد أن نرى رجال الدين من كل الطوائف على طاولة واحدة، يتعاهدون أمام الله والوطن على السلم الأهلي والعيش المشترك.
لقد علمنا التاريخ أن الفتن لا تبقي ولا تذر، وأن الحروب الطائفية لا تنتهي بانتصار طرف على آخر، بل بانهيار الجميع. سورية تستحق السلام، وتستحق أن تعود قلب العروبة النابض، كما كانت دومًا.
سيدي الرئيس،
مسؤوليتكم التاريخية اليوم تتجاوز السياسة، إنها مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية. أوقفوا كل تحريض، وأغلقوا منابر الفتنة، وامضوا نحو مصالحة حقيقية تحمي دماء السوريين، وتصون وحدة ترابهم. فالوقت لا يرحم، والأعداء لا ينامون.
حفظ الله سورية وشعبها،
ووفقكم الله لما فيه خير الوطن.
بكل محبة وصدق،
عربي من أبناء هذه الأمة المنكوبة بالفرقة.