الوطن أغلى ما نملك !!!

المهندس هاشم المجالي   ….

 

لا أحد يستطيع أن يُنكر دور الأردن في مواجهة ومكافحة شتى أنواع الإرهاب ودحره خلال السنوات المتعاقبة، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، في ظل مخططات خبيثة كانت تُحاك ضد هذا الوطن، ومنها ما استهدف التنمية بأنواعها، باعتبارها سلاحًا لبناء مستقبل مشرق لأبنائه؛ حيث الإعلام السلبي والمحبِطات تجاه فشل الاستثمار، وإظهار معوّقاته ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتزرع مخاوف الاستثمار بأنواعه في هذا الوطن، وكذلك ضرب السياحة من خلال بث كل ما شأنه تخويف السيّاح الأجانب من القدوم إلى الأردن، والتوجّه إلى دول أخرى، وغيرها من الأساليب بأنواعها، عندما تستهدف مقومات الوطن الغني بثرواته، والغني بامتيازاته، والغني بشعبه الودود المضياف، ومؤسساته التي تقدم الرعاية وحسن الاستقبال للمستثمرين المحليين ومن هم من خارج الأردن، خاصة أن موقع الأردن الاستراتيجي يعطي ميزة فريدة بين دول حاصرتها الأزمات والحروب.
فعلينا أن لا ننسى أننا نعيش في إقليم متغيّر، وفي عالم يموج بالمتغيرات، وفي منطقة تشهد العديد من الصراعات، حيث حدودها مشتعلة جراء تلك الأزمات، غير التهديد بشُحّ المياه، وانقطاع الغاز وغيره، فإن قوى الشر دائمًا تسعى وتحاول استغلال أي شيء لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، بنشر الفوضى أيًّا كان نوعها وأساليبها وطرق الإعلام بوسائله المختلفة لتحقيق ذلك.
فالتحديات، رغم كل الإنجازات التي نُحققها، لا زالت موجودة على كل الأصعدة، فقوى الشر تمتلك ذيولًا، مما يستوجب اليقظة الدائمة وعدم الاستهانة.
إن بناء الوطن والنهوض به، وتحقيق الأمن والاستقرار من كل الأيدي العابثة، ليس مسؤولية قاصرة على الدولة، وإنما هي مسؤولية الجميع في التعاون من أجل حمايته داخليًّا من عبث العابثين، من العملاء الذين يسعون إلى تدميره اجتماعيًّا، واقتصاديًّا، وسياحيًّا، وأخلاقيًّا.
فالوطن هو خيارنا الوحيد لنبقى في سطور التاريخ؛ فهو الماضي بقصص الأجداد وتاريخهم المشرّف، وقصص بطولاتهم، وبتعاظم وقوة التطور والحضارة التي تسير على خطاها، وهو الحاضر بإنجازاته واستقراره، وهو المستقبل بآماله وتطلعاته.
وأن نتّعظ مما يجري من حولنا، ممن أشعلوا نار الحروب الأهلية، وما خلفته من تشرد وفقر ودمار نال كل مقومات دولتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ولنكن أكثر حرصًا على وطننا، ونكون جند المجتمع الذي يحميه من عبث العابثين.
والوطن أغلى ما يعتزّ به الإنسان؛ فهو مهد حياته، ومدرَج خطاه، ومرتفع طفولته، ومأوى كهولته، ومنبع ذكرياته، ونبراس حياته، وموطن آبائه وأجداده، وملاذ أبنائه وأحفاده، ووطن الإنسان هو دنياه، ورمز سعادته وعزّته.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا