إحاطة ستيف ويتكوف لترامب المرتقبة

الكاتب / عبد القادر جعيم ….

يوم أمس قام مبعوث ترامب  السيد ويتكوف بزيارة خاطفة لقطاع غزة بطلب من الرئيس ترامب ليستخلص له تقييم وتشخيص ميداني لحالة تقديم ” المساعدات الإنسانية ” وما يشوبها من إشاعات بوجود خلل وصعوبات بل والإتهام المباشر لها بأنها تزيد تعميق التجويع  والإبادة للشعب الفلسطيني بالقطاع ، وننتظر كما ترامب هذه الإحاطة حتى اللحظة .

– تلك المقدمة هي حرفيا ما أراد ترامب وأدواته بالبيت الأبيض أن يوهم بها العالم ، ويشغله بها ولكن ..
ما حدث فعلا هي زيارة شكلية إعلامية بل وتندرج تحت الدعاية و الإدعاء الغير واقعي لأهداف ما وراء تلك الزيارة .
فالإحاطة المرتقبة بدأت عناوينها الرئيسية تتدفق شيئا فشيئا في الإعلام تحت عنوانين أولهما بأن هناك سوء تشخيص لما يحدث في غزة بتسمية مجاعة والصحيح هو سوء التغذية ، والثاني هو أن هناك بعض الثغرات بآلية التوزيع وسيتم علاجها ترامبيا بقليل من عصفه الذهني المميز .
– وحقيقة الأمر وما يحدث هو الإشراف على جاهزية خلق جيتو بشري بثلاث نقاط في قطاع غزة أولها الجزء الشمالي الأوسط وهي محطة مؤقتة للإنتظار مع فتح معبر إيريز لحالات إنسانية ومرضية برفقة أسرهم بين الحين والآخر ، وهذا منفذ ، بينما النقطة الثانية وهي نقطة تهجير ( طوعي ) بحرية من خلال ميناء غزة ، وأما النقطة الأم المركزية فهي المنطقة المحصورة بين محور ناحل عوز ولغاية معبر رفح البري مع مصر حيث يشق هذا الجيتو خط سير ( محور موراغ ) والذي يجهز بأدق التجهيزات الرقابية وأكثرها تطورا على المستوى العسكري وبنقاط رصد وإستطلاع معقدة ، وتلك النقطة يحدها جنوبا محور فيلادلفي وهو شريط الحدود مع مصر بطول ١٤ كم ينتصفه تقريبا معبر رفح وجنوبه معبر كرم أبو سالم بمنطقة عازلة هشه يعمل حاليا بإنشائها بعمق ١٥٠٠ م ووصف ذلك المحور بالهش بسبب خلق ثغرات مفتعلة سيتم إستخدامها مستقبلا للضغط في حال وجبت الضرورة على مصر إذا إمتنعت أو تباطأت لخطة التهجير الإسرائيلي القادمه لا محال للتجمع البشري الضخم بتلك البقعة الصغيرة لأبناء القطاع تحت مسمى هجرة طوعية بينما ما حدث هو نزع مقومات الحياة للشعب الفلسطيني بقطاع غزة طيلة فترة الحرب ، مما سيضطر السواد الأعظم بالحاجة للهجرة ، فتلك إن أحسنا وصفها بدقة فهي قسرية بالطبع .
إذا أسابيع تبعدنا عن بدء الخطة ، وساعات تفصلنا عن إحاطة إعلامية كاذبة سيعلن عنها بينما التقرير الميداني المقدم لترامب سيشرح الرجل إلى أين وصلت مراحل تجهيز تلك النقاط التهجيرية الثلاث وسماع آراء وإعطاء تعليمات ميدانية لكيفية التنفيذ والتعامل لتلك النقاط ، والتقرير أو الإحاطة الحقيقية التي لن يعلن عنها روست بإسم ويتكوف وذيلت بتوقيع نتنياهو .
الكاتب / عبد القادر جعيم
قد يعجبك ايضا