*الإختلاف بالرأي من أجل الوطن مذموم أم محمود*
العميد المتقاعد باسم الحموري …
. الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية محمودة من أجل الوطن ومقوماته وإنجازاته، ولولا الاختلاف لن نصل الى ما هو أفضل، لكن للأسف في كثير من الأحيان، يُنظر إلى النقد أو معارضة الآخر على أنه هجوم شخصي يستهدف صاحب الفكرة بدلًا من التركيز على مضمونها، وهذا التصور يعيق الحوار السياسي البنّاء ويقتل الأفكار النيّرة والتي ربما تصب في المصلحة العامة.
لكن للأسف من هذا المنظور المعارضة لدينا بعيدة كل البُعد عن الديمقراطية
وقبول الرأي والرأي الآخر، ومن بديهيات المعارضة يجب عليها أن تسلط الضوء على الإنجازات الإيجابية التي تحققها الحكومة، حتى لو كانت محدودة، وذلك من أجل الحفاظ على استقرار الدولة ومكانتها السياسة والاقتصادية والاجتماعية، كما يجب على المعارضة تجنب المبالغة في انتقاد الحكومة بشكل دائم وأن الحكومة دائماً مخطئة في قراراتها، وذلك من أجل المحافظة على هيبة الدولة في الداخل والخارج.
كما يجب على المعارضة الاعتراف بالإيجابيات أي لا يعقل أن تكون هناك حكومة جميع قراراتها خاطئة ولا تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وعلى المعارضة معالجة السلبيات من أجل تعزيز ثقة المواطنين في العملية السياسية، ويظهر أن المعارضة قادرة على تقييم الأمور بشكل موضوعي.
ومن هذا المنظور للأسف لا يوجد لدينا معارضة حقيقية، فقط يوجد لدينا معارضة من أجل المعارضة وعلى مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي، وعلى سبيل المثال أن ما يعتبرون أنفسهم بالمعارضة لم يصوتوا لصالح أي قرار اتخذته الحكومة منذ عام 1989 ولغاية الآن ولم يمنحوا الثقة إلا مرة واحدة عندما كانوا وزراء في الحكومة.
العميد المتقاعد باسم الحموري
الكاتب من الأردن