ميلاد المهندس هاشم نايل المجالي … ميلاد الإنسانية والوفاء
محي الدين غنيم ….
عندما نتحدث عن ميلاد الإنسان، فإننا لا نقصد مجرد يوم وُلد فيه جسد إلى هذه الدنيا، بل نعني ميلاد القيم والمبادئ التي يحملها، وميلاد الروح التي تترك أثراً لا يُمحى في حياة الآخرين. وهكذا هو الحال مع المهندس هاشم نايل المجالي، الذي لم يكن ميلاده حدثاً عابراً في سجل الأيام، بل كان بداية لمسيرة عطاء وإنسانية نادرة.
وُلد المهندس هاشم المجالي ليكون ابن الوطن البار، وليجعل من حياته كتاباً مفتوحاً تُقرأ فيه صفحات الصدق والإخلاص، فهو الإنسان الذي لم يعرف إلا أن يخدم وطنه بكل طاقته، والمواطن الذي جسّد معنى الانتماء الحقيقي بعيداً عن الشعارات الزائفة.
لقد تميز بمواقفه الإنسانية العظيمة، إذ كان قلبه نابضاً بالرحمة لكل محتاج، ويده ممدودة بالعطاء لكل من قصده، ولسانه لا ينطق إلا بالخير. لم يكن منصبه أو مكانته حاجزاً بينه وبين الناس، بل كان قريباً من الجميع، متواضعاً رغم علو شأنه، مؤمناً بأن قيمة الإنسان ليست بما يملك، وإنما بما يمنح.
كان ميلاده بداية قصة وطنية مشرّفة، سطّرها بالعمل الجاد وبالمواقف الشجاعة التي تؤكد أن خدمة الوطن ليست وظيفة ولا تكليفاً مؤقتاً، بل هي رسالة حياة. فقد آمن أن الأردن يستحق من أبنائه كل تفانٍ، وأن حب الوطن لا يُقاس بالكلام بل بالفعل والموقف.
إن الحديث عن ميلاد المهندس هاشم نايل المجالي، هو حديث عن ميلاد إنسان استثنائي، جمع بين الحكمة والعقل، وبين القلب الكبير واليد السخية، فصار رمزاً يُحتذى وقدوةً للأجيال القادمة. ميلاده لم يكن يوماً عادياً، بل كان بداية حضور باقٍ في الذاكرة والوجدان، حضور إنسانٍ عاش للناس، وبقيت ذكراه شاهدة على عظمة عطائه.
الكاتب من الأردن