“ذكرى الرسول الأعظم رفعة المكانة، وعمق الحب والولاء”
✍🏻/ عفاف_ فيصل_ صالح ….
يا من يُذكر اسمه في سماء العظمة والكرامة، يا من رفع الله ذكره وجعل في قلب البشرية أسمى معاني الإيمان والتوحيد، أتوجّه إليك بكلمات تفيض حباً على أوتار القلب، وتنساب من أعماق الوجدان كموجٍ غامر يحمل عبير الحب و الإخلاص والولاء.
وَرُوحي يا رسول الله، كَالحمام تُحلّق نحوك، تحمل إليك أطيب السلام وأصدق المشاعر، كأنها تنشد أمنيات الفؤاد، وتتراقص على ألحان حبك العظيم. فكل ذكرٍ لك، وكل لفظٍ يُنادى باسمك، هو في ذاته نداءٌ من رب العزة، يرفع شأنك ويُعلي مقامك، ويؤكد مكانتك في قلب كل مسلم حق.
قال سبحانه وتعالى:-
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، كلماتٌ تستحق أن تُحفر في ذاكرة التاريخ، لأنها تذكّرنا بحقيقة أن الله عزّ وجل، قد أعلى من شأن نبيه، وأن ذكراه محفوظة أبد الدهر. إن ربَّ العالمين، تعهّدَ بذكر رسول الله، وهو أصدق الواعدين، إذ قال في محكم التنـزيل:
“وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.
فبالله عليك، عندما نذكر الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في الأذان والإقامة، وعند التشهد والتسليم، نكون بذلك نُعلي من شأن حب النبي، ونعبّر عن ولائنا العميق له.
وفي القرآن الكريم، يتجلى تكريم النبي، ويخاطبه الله في مواضع عدة بـ: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ”، مُعلناً مكانته الرفيعة بين الخلق، ومُبصراً بمكانته العظيمة في قلوب الأمة. كما ذكر اسمه الشريف أربع مرات، وأنزل سورة باسمه، ليكون عنواناً للحق، والنور الإلهي الذي يُضيء دروب العاتيْن على مدى الأزمان.
أما عن سخافة الجاهلين والمشركين، فهُم كمن ينظرُ إلى الشمس وهو ينفخُ في فمه، محاولاً إطفاء نوره، وما هم إلا مجانين، عميدهم الذي يُريدُ أن يُطفئ نور الله بحقده وجهله. ولكن الله العزيز، يُبيّن أن نور الحق لا يُطفئه كيدُ الكافرين، قال تعالى: “يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ”. فالنور الذي أَخـره الله، لن يُطفئه حقد المعتدين، بل سيظل يتوهج في قلوب المؤمنين، طريقًا إلى رضاه والجنة.
لبيك يا سيد الخلق، يا أكرم الأنام، يا من حبك يملأ القلب سكينةً واطمئنانًا، تظل ذكراك في القلب حيّة، وسيرتك نبراسًا يضيء طريقنا، فليحيا حبك، ولتبقَ أنتَ الأمل والرجاء في قلب كل مسلم، حتى نلقاك، و سنبقى نحتفي بك، على حُبٍّ لا ينضب، وإيمان لا يخذله أحد.
الكاتبة من اليمن