غارات واهية لن تثنينا عن نصرة غزة

كوثر العزي ….

 

تَضخيم الهَجمات الجوية من قِبل العدو الإسرائيلي على العاصمة صنعاء بقصف شركة الغاز وشركة النفط ومحطة كهرباء حزيز ، دليل واضح وعلني على العجز الأمريكي والصهيوني لثني اليمن عن مساندة غزة وعزلها عن دائرة المعركة القائمة في الوقت الراهن ،فاليمن اليوم يعتبر الجبهة الفعالة والأكثر أيلام للكيان الإسرائيلي ، فأنصار الله في اليمن يُعد من الأعضاء المهمين في جبهة المقاومة الأبية ،حيثُ وأنهم كسبوا دوراً حاسماً واستراتيجياً في تطورات المنطقة والعالم بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى وجعل المعركة تقف على ساق ونصف ، ليصبحوا آنذاك رقم صَعبا ومسألة عَجزت قوى الاستكبار كسرها أو تعطيلها.

لم يِكن تواجد اليمن على المستوى الشعبي فقط إنما الدولة كذلك كان لها دورها البارز وتحريك جميع عُدتها في نصرة غزة من وزارة الدفاع وهيئة الأراكان للقوة الصاروخية والقوة البحرية وغيرها مِن من هم أهل للحرب ،بِفضل من الله وإشادة من القيادة الهاشمية المتمثلة بالسيد القائد وسعت هجماتها جوًا لتطلق صواريخها إلى عمق الأراضي المُحتلة بصواريخ فرط صوتية وأخرى حديثة الصُنع لتعلن حينها دخول مرحلة تصعيد جديدة ،وفي البِحار أيضًا حصارا مطبق على الكيان ومن يسانده كضربة قوية للاقتصاد الإسرائيلي ،كما أنّها مستعدة للبر وإدخال المجاهدين البواسل من أبناء الشعب اليمني للقتال صفًا مع فصائل المقاومة الفلسطينية الحُرة كما ذكر السيد القائد في العديد من خِطاباته ليوم الخميس .

استطاع اليمن حينها و بفضل العمليات البحرية المتواصلة في البحر الأحمر والبحر العربي والأبيض المتوسط والمحيط الهندي ضد السفن المتجهة للكيان والشركات التي خالفت قرار القوات المسلحة اليمنية بحظر التعامل مع الكيان الصهيوني ،حيِثُ أن هذه العمليات استطاع أن تشكل ضغطاً كبيراً على “إسرائيل” وحلفائها، وتستنزفهم عسكريا واقتصاديا وبشكل ملحوظ ، مما جعلهم يدركون أن المواجهة مع الشعب الفلسطيني تتجاوز الأراضي المحتلة ، لتصل حينها المعركة إلى الأقاليم البحرية إمتثالا بمياه البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، وهذا مالم يكن في حسبان من لجأ للحلول الحربية، أكانت أمريكا أو إسرائيل وبأن فلسطين ليست وحيدة فاليوم تسندها جبهة اليمن أقوى الأطراف في هذه المعركة لموقعها الاستراتيجي .

تواصلت العمليات اليمنية وضلت تتصاعد بتصاعد العدوان الصهيوني وتجاوزه الخطوط الحمراء، وصولاً إلى بلوغ المراحل بعيدة من التصعيد اليمني بقرار من القيادة العُليا المتمثلة بالسيد القائد ، ورفع سقف التصعيد مُقابل تجبر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني حيث وأن مطار اللد”بن غوريون” أصبح من ضمن بنك الأهداف وفرض عليه حصار جوي من قبل القوات المسلحة اليمنية ،ليس هذا فقط إنما القوات المسلحة اليمنية تسعى في تطوير الجانب العسكري وابتكار صواريخ ومسيرات لتقصف عمق الكيان الغاصب نصرة وانتصار لغزة ..

ختاماً ،لا بد من التأكيد والنظر بعين الحق على أن الكيان الصهيوني بدأ هجماته الوحشية على غزة وإطباق الحصار عليهم وقتلهم جوعًا وعطشًا بعد أن فرض عليهم التهجير خارج موطنهم ، وهو لم يكن يُدرك أو يعي أنه سيواجه رد فعل من قوى المقاومة الأخرى ظَنا منه أن الأمة قاطبة قد تم تدجينها من قِبلهم عن طريق الحرب الناعمة التي غزت الشعوب قادة وحكام وشعوب وجعلتهم في طُرق التطبيع مهرولين ،فكان من ضمن الخُصوم الأقوياء بنسبة للعدو الإسرائيلي ،أنصار الله وجبهتم المستمرة في مُحاربتهم وإقامة الحد عليهم وكما في ذلك جبهة حزب الله في جنوب لبنان ، فخلافاً للمعارك السابقة مابين الكيان الغاصب والشعب الفلسطيني ،فإن حقبة ما بعد طوفان الأقصى التي كشفت الغطاء عن الصهيونية وكشفت الستار عن خطتهم الشنيعة في غَزو شبهة الجزيرة العربية ،إذا يجب أن لا يبقى التعامل مع جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين في إطار المشكلة الفلسطينية ، إنما قضية إنسانية معيار إسلامي حقيقة وجود اختبار رباني تمحيص وغربلة ليميز الله الحُر من العبد الذليل.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا