نؤيد ما طرحه  الدكتور رياض الحروب حول ” مشروع مملكة الشام الكبرى في مواجهة مشروع إسرائيل الكبرى “

محي الدين غنيم  ….

لقد تشرفت بالحضور يوم السبت الماضي وبالمشاركة في الندوة الحوارية التي طرحها عميد الصحافة الأردنية الدكتور رياض الحروب والتي تتعلق بإعادة توحيد بلاد الشام  وما طرحه  الدكتور حول ” مشروع مملكة الشام الكبرى في مواجهة مشروع إسرائيل الكبرى ”

وهنا أود الإشارة لأهمية وماهية هذا الطرح المتميز والذي سيعيد لبلاد الشام أمجادها.

المقدمة :

في الوقت الذي يطل فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بتصريحات استفزازية جديدة تستهدف الأردن ودوره، ويكشف عن أطماع المشروع الصهيوني الذي لم يكتفِ باغتصاب فلسطين بل يسعى لابتلاع المنطقة بأكملها، يبرز من جديد صوت الإعلامي المخضرم الدكتور رياض الحروب عبر مقاله بعنوان: “مملكة الشام الكبرى في مواجهة إسرائيل الكبرى”.
إنها عودة فكرية مهمة تفتح الباب واسعاً أمام نقاش استراتيجي حول مستقبل المنطقة، وتعيد طرح الفكرة التي حاول الاستعمار طمسها منذ أكثر من مئة عام: وحدة بلاد الشام.

الإيجابيات التاريخية والفكرية لوحدة بلاد الشام

إحياء الهوية الجامعة: بلاد الشام لم تكن يوماً كيانات مجزأة، بل عاشت مئات السنين كوحدة حضارية وثقافية واقتصادية تحت راية واحدة.

إسقاط إرث سايكس بيكو: تقسيم المنطقة إلى أربع دول صغيرة ومتنازعة كان أكبر هدية للمشروع الصهيوني، ووحدتها تعني بطلان مفاعيل هذه المؤامرة الاستعمارية.

العمق العربي والإسلامي: الشام كانت تاريخياً قلب الأمة النابض، ومنها انطلقت الحضارات ومراكز العلم والفقه والفكر، ووحدتها تعني عودة مركز الثقل للأمة.

الإنعكاسات الإيجابية لتوحيد الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين

1. قوة ديموغرافية واقتصادية: توحيد هذه الأقطار يعني نشوء كيان يتجاوز سكانه 50 مليون نسمة، يمتلك طاقات بشرية شابة هائلة، وأرضاً خصبة، وثروات طبيعية وبحرية هائلة.

2. القدرة على مواجهة التحديات الأمنية: بدلاً من أن تكون كل دولة رهينة لمخاوفها الداخلية، فإن الوحدة تخلق قوة عسكرية وأمنية أكبر من مجموع أجزائها، قادرة على صد التهديدات الإسرائيلية والإقليمية.

3. تكامل اقتصادي وتنموي: الأردن بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، سوريا بعمقها الزراعي والصناعي، لبنان بانفتاحه التجاري والثقافي، وفلسطين بمكانتها الدينية والتاريخية، كلها مكونات تصنع نهضة اقتصادية متكاملة.

4. القدس قلب الكيان الجديد: توحيد بلاد الشام سيعيد الاعتبار للقدس الشريف كعاصمة تاريخية، ويمنحها الحماية التي تستحقها في وجه محاولات التهويد المستمرة.

5. كسر الهيمنة الإسرائيلية: المشروع الصهيوني يستند إلى ضعف وتجزئة العرب، أما قيام كيان موحد في بلاد الشام فسيكون الكابوس الأكبر لإسرائيل، لأنه يضعها أمام جبهة قوية وموحدة تمتلك مقومات البقاء والتفوق.

من “سايكس بيكو” إلى “مملكة الشام الكبرى”

لقد آن الأوان لإعادة النظر في خرائط فرضها الاستعمار البريطاني والفرنسي قبل أكثر من قرن. تقسيم الشام كان جريمة تاريخية أدت إلى ضياع فلسطين وتمدد المشروع الصهيوني. أما اليوم، ومع كل التحولات والتحديات، فإن الدعوة إلى مملكة الشام الكبرى ليست حلماً رومانسياً بل مشروعاً واقعياً لمواجهة خطر وجودي يهددنا جميعاً.

وفي الختام ما طرحه الدكتور رياض الحروب ليس مجرد مقال عابر، بل صرخة في وجه الغفلة، وتذكير بأن قوتنا في وحدتنا، وأن مواجهة “إسرائيل الكبرى” لا تكون إلا بـ”شام كبرى” موحدة، تعيد للأمة مجدها ومكانتها وتقطع الطريق على مشاريع الاحتلال والتجزئة.

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا