هل يعتقد العرب والمسلمين بأن نزع سلاح المقاومة في صالحهم بعد تأكيدات الوفد الأمريكي ومبعوثيه الإنجليين المتصهينين على أنهم صهاينة أكثر من النتن ياهو وكيانهم الصهيوني…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

أي سيادة هذه التي يريدها قادة العرب والمسلمين وجيوشهم من أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني الذين يتلاعبون عليهم الأدوار هنا وهناك وفي كل الدول والساحات، وأي سيادة تطلب من أعداء الله والرسل والأمة بأكملها، واي سيادة هذه التي ستعطى للعرب بعد تصريحات ترامب منذ فوزه عن أن دولة الكيان صغيرة بالنسبة لمحيطها من الدول العربية، وأي سيادة هذه بعد تصريحات النتن ياهو عن تنفيذه حلم إسرائيل الكبرى، وبعد كل تلك الإبادة الجماعية المتنوعة والمستمرة، والتي إرتكبها في غزة العزة وتصريحات بن غفير وسموترتش وسيطرتهم على الضفة الغربية بشكل كامل عبر بناء المستوطنات وتوسعها حتى ينتهي الحلم الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران ووفقا لقرارات الامم المتحدة والمبادة العربية…

هذا غير تصويت الكنيست قبل عدة أشهر بمنع إقامة الدولة الفلسطينية، واي سيادة هذه التي أصبحت في زمن ترامب ألعوبة بعدة أوجه يتلاعب بها على العرب والمسلمين وقادتهم وشعوبهم، نعم إنها السيادة الترامبية في عصر القوة التي أخاف بها العرب بالرغم من أن العرب وقادتهم وجيوشهم وشعوبهم وفصائل مقاومتهم هزموا أمريكا وحلفها الناتوي والكيان الصهيوني في كل حروبهم على دول الأمة في الماضي البعيد والقريب منذ حرب الكرامة ١٩٦٨ وحرب تشرين ١٩٧٣ مرورا بإحتلال أفغانستان والعراق وحروبهم المتكررة على غزة وفلسطين ولبنان وسورية واليمن وإيران إلى معركة طوفان الأقصى المباركة التي هزمتهم منذ اليوم الأول، وما لحق بها من هزائم أخرى رغم كل الشهداء والمجازر والإبادات الجماعية والتجويع الممنهج والاساليب الشيطانية الخبيثة التي يخطط لها في واشنطن وتنفذ في دولة الكيان الصهيوني…

وأي سيادة هذه التي تستقبل غراهام في بيروت والعواصم العربية والذي طلب من الكيان الصهيوني بإلقاء قنبلة نووية على شعب غزة العزة وعلى مسمع من العالم أجمع، وتصريحات براك وسمومه وتهديداته المبطنة بضم لبنان إلى سورية عبر عصاباتهم الجولانية الداعشية التي أسسوها لتدمير وتفتيت سورية وجوارها منذ ٢٠١١ لغاية إحتلال سورية من قبلهم، هذا غير تصريحات عاهرتهم ومبعوثتهم الأمريكية التي تحمل في يدها خاتم نجمة داوود….

فأي سيادة يبحث عنها قادة العرب والمسلمين بعد الذل والإهانة والقتل والتجويع الممنهجة كلها لإذلالهم وإذلال شعوبهم، وليس إذلال شعب غزة وفلسطين وفصائل مقاومتهم فقط، وهل يعتقد قادة العرب والمسلمين بأن السيادة ستعطي لهم بعد نزع سلاح المقاومة في غزة وفلسطين وفي لبنان سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية واللبنانية المقاومة أو سلاح الحشد الشعبي قي العراق أو الجيش اليمني وانصار الله في اليمن أو النووي السلمي والصواريخ البالستية المتنوعة في إيران…؟

فإذا كان قادة العرب والمسلمين وجيوشهم ما زالوا يراهنون على صدق وعود وعهود أمريكا وأوروبا ويعتقدون ذلك فإنهم مخطئين في حساباتهم السياسية والعسكرية، لأن هؤلاء الأعداء لا يراؤون في الأمة إلا ولا ذمة، واليوم يطالبون بنزع سلاح فصائل المقاومة في المنطقة، وغدا سيطالبون بسلاح الجيوش العربية والإسلامية وتصريحاتهم عدة مرات عن قوة الجيش المصري والأردني وسلاحهما دليل على انهم يخططون مستقبلا بنزع سلاح الجيوش، حتى يبقى كيانهم الصهيوني وعصاباتهم الداعشية وعملائهم وأذنابهم السياسيين والإعلاميين والإقتصاديين والعسكريين… وغيرهم هم المسيطرون على الدول والمنطقة برمتها…

فأي سيادة والعدو الصهيوني يصول ويجول في أراضينا الفلسطينية والعربية، ضاربا بعرض الحائط كل القرارات والإتفاقيات الدولية وإتفاقيات السلام والتطبيع، والتي إخترقها وبعثر نصوصها وألغاها علنا على أرض الواقع وأمام مرأى ومسمع من قادة وجيوش وشعوب منطقتنا والعالم وبكل تحدي وغطرسة، والعرب ما زالوا يتمسكون بها بل وينادون ويستغيثون بالأمم المتحدة التي لا حول لها ولا قوة، وبمجلس الأمن الدولي الذي تحكمه أمريكا بالفيتو الذي يفتح المجال لكيانها الصهيوني بأن يقوم بكل أنواع الجرائم الإنسانية من قتل وتجويع وقصف وإعتداء على دول الجوار والتوسع والسيطرة الكاملة، حتى إحتل نصف غزة ودمرها بالكامل وقتل أكثر من ٦٣ الف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء ومئات الألوف من الجرحى والمصابين والمعاقيين، ووصل بيروت ودمشق وسيطر على الأرض والمياه والخيرات كلها…

فهل ما زال قادة العرب والمسلمين يعتبرون أمريكا الديمقراطية او الجمهورية الترامبية حليفا وصديقا ووسيطا نزيها موثوق به بعد كل تلك الإهانة الممنهجة والمدروسة التي ترتكب بحق القادة والدول والجيوش والشعوب، وحتى الإهانة بحق الإعلام والإعلاميين الذين يقتلون في غزة وفلسطين يوميا وحتى إهانة الأحياء منهم كما جرى في لبنان يوم أمس وعلى أراضيهم وفي بلاط قصورهم الرئاسية الفارهة والفارغة من أية سيادة أو إستقلال حقيقي، فماذا ينتظر العرب والمسلمين…؟ وهل بقي سيادة بعد كل تلك هذه الإهانات والإختراقات للأمن القومي العربي والإسلامي..؟

ومتى يكون هناك صحوة ووحدة عربية إسلامية حقيقية وعلى كافة المستويات قادة وجيوش وشعوب ومحور مقاومة لوضع حد نهائي للكيان الصهيوني ولداعميه في أمريكا وأوروبا حتى نعيد الكرامة للأمة بأكملها، ونعيد الأمن والأمان لشعوب أمتنا ويتم تحرير الأرض والإنسان والمقدسات من ذلك الفكر النازي الصهيوغربي الملاحق من المحاكم الدولية ومن شعوبهم الحرة والشريفة التي إنقلبت عليهم وعلى تصهينهم بعد أن سقط قناعهم الأخير الكاذب أمامهم، وتلك الشعوب تطالب بتحرير فلسطين ليلا ونهارا، وتطلب من العرب والمسلمين بأن يخلصوهم من سيطرة الصهيونية العالمية على قادتهم ودولهم وشعوبهم فهل من مجيب يا أمة العروبة والإسلام…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا