**(في مولد النور.. هل يغضب المسلمون لإحراق القرآن؟)**
✍️ عبد الإله عبد القادر الجنيد
==========
كلما هلّ هلال الربيع المحمدي وحلّت علينا مناسبة المولد النبوي الشريف، المناسبة الأعظم والأقدس التي يحتفي بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، إلا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم، فهم لا يفقهون.
غير أنّها فرحة لا ترقى إلى ما ينبغي أن يكون عليه فرح المؤمنين بميلاد نبي الرحمة وهاديها ومخرجها من الظلمات إلى النور بإذن الله، بما ينعكس على واقعها من إحياء لسيرة ومنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والاقتداء والتأسي به في جهاده ومقارعة الظالمين المعتدين المجرمين، والالتفاف حول شخصيته باعتباره الأنموذج الحقيقي للإسلام الأصيل.
ولربما ظن البعض أن تُحيي هذه المناسبة العزة والكرامة في أنفس الخانعين الصامتين، فتستنهضهم للثأر لما يجري على مقدسات الأمة وقرآنها، وما يجري من جرائم إبادة وتجويع وحصار وتهجير قسري لأبناء غزة.
ولكن شيئًا من ذلك لم يحدث، فقد باتت الأمة أسيرة أهوائها فهوت في مستنقع المذلة والهوان، حتى كاد الكثير يجزم بأنها قد كُبلت، ولا سيما حكامها وزعماؤها، بقوانين السامية والماسونية، وباتوا أكثر دفاعًا ونصرة للصهيونية من اليهود أنفسهم.
ولعل خير شاهد على ذلك هو الاصطفاف الصريح والمنقطع النظير للمنافقين والعملاء والمرتزقة المحسوبين على الإسلام والعروبة جنبًا إلى جنب مع الكيان الغاصب اللعين.
ناهيك عن الإمداد والدعم والإسناد لكيان العدو الغاصب من قبل حكام الأعراب ودول الطوق.
وهل ما يجري في سوريا من قبل حكامها الجدد الذين سلموا قيادهم لعدوهم، فأضحى يحتل ويسيطر على الكثير من المحافظات السورية ويتحكم بهم كيفما يشاء إلا خير شاهد على التولي لأعداء الله حتى صاروا منهم مصداقًا لقوله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
فبينما كتاب الله المقدس يُحرق من قبل صهيونية ماسونية، ونفوس زكية بأيدي قطعان اليهود المحتلين في غزة هاشم كل يوم تزهق، ودماء طاهرة تهرق، وثروات أمة بأسرها تسرق.
وإذا المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، يُخَطَّط لهدمه وتدميره من أجل بناء الهيكل المزعوم تمهيدًا لإقامة مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات
ولا يزال المسلمون في فرقة وشتات.
وفي الوقت الذي تحركت وثارت إنسانية الإنسان، فاستنهضت ضمائر أحرار العالم من غير بني الإسلام، وتستنفرهم لاتخاذ المواقف المشرفة المنتصرة لمظلومية غزة. فإذا بحكومات تقطع علاقاتها مع عدو صهيوني غاصب مجرم متغطرس للضغط عليه لوقف جرائمه. وشعوبًا تستمر بمظاهراتها من أجل غزة هاشم.
إذا بالبحرين الدويلة العربية الإسلامية تستقبل وتعتمد سفير هذا الكيان اللعين، وكأنه كيان مسالم للأمة وولي ودود حميم.
فإلى متى سيظل هذا الصمت المطبق لأمة الملياري مسلم تجاه ما يجري على إخواننا في غزة هاشم من قبل العدو الصهيو-أمريكي المجرم؟ ولولا ذلك الصمت وتماهي الحكام مع العدو لما أوغل العدو في استباحة غزة والتوغل في سوريا وتجنيد عبيده من الحكام لممارسة الضغوط لنزع سلاح المقاومة والتآمر على اليمن الذي لا ذنب له إلا إسناد ودعم المستضعفين في غزة.
وإلى متى هذا التخاذل والهوان العربي المخزي والمذل لحكام الأمة وصمت شعوبها؟
ناهيك عن مد يد العون له والارتماء في أحضانه، فضلاً عن إقامة العلاقات الدبلوماسية معه.
أولا يعلمون أنه عدو يتربص بكل أبناء الأمة ويسعى بكل ما أوتي من قوة للسيطرة وبسط نفوذه على كل بلدان ومقدسات الأمة بلا استثناء؟
ومتى سيدركون خطورة هذا العدو عليهم وشعوبهم وخطورة وخبث مخططاته التي يُصرح بها جهارًا نهارًا، فلا يحركون ساكنًا لوقفه عند حده؟
وإنما ينبغي عليهم اليوم استنقاذ أنفسهم من غضب الله عليهم بداية ومن مخططات العدو اللئيم قبل فوات الأوان، وإلا فليعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وسوف يلقون غيًا وسيدفعون الأثمان الباهظة لقاء صمتهم وتخاذلهم وهوانهم. وتلك نتيجة حتمية لكل من باع دينه وعرضه وانتماءه وعروبته، ولو بعد حين.
وعلى الرغم من كل ذلك الخذلان والتآمر فلا تزال القلة القليلة في قطاع غزة ثابتين على أرضه، يقاومون ويقاتلون جهادًا في سبيل الله ورهانهم على الله قاصم الجبارين. وهاهم يسطرون أعظم ملحمة في مواجهة أحقر عدو عرفته البشرية وينكلون به في كمائن وعمليات هجوم مباغتة أشبه بالمستحيل. ولا شك أن عاقبة جهادهم وصبرهم وثباتهم كما وعدهم الله بالنصر الساحق على العدو الغاصب بإذن الله القوي العزيز.
وفي جبهة الإسناد اليمنية، حيث ثلة الأخيار من أنصار الله ورسوله الذين أضحوا هم الأمة وحاملو همِّ الأمة وقضاياها. إنهم المستشعرون لمعنى إحياء المولد النبوي الشريف وسيرة ومنهج وجهاد وإيمان وتحرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والاقتداء والتأسي به في الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين من عباد الله ومقارعة طغاة الأرض الظالمين المجرمين.
وها هو الشعب اليمني العظيم بقيادته الثورية الربانية الحكيمة وقواته المسلحة يحظون بتأييد الله ونصره، يعلنون ثورة على قوى الطغيان انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني، وغضبًا وتنديدًا بإحراق نسخة من القرآن الكريم المقدس من قبل أعداء الله.
وسيظلون على العهد ثابتون بوفائهم الراسخ رسوخ الجبال الرواسي، يساندون أبطال غزة ويواجهون عدو الأمة الصهيو-أمريكي، ينتصرون لكرامة الأمة ومقدساتها وإسلامها وقرآنها ورسولها، جهادًا في سبيل الله ونصرة للمظلومين دون كلل أو ملل.
فأولئك الذين لا يخافون في الله لومة لائم ولا يخشون إلا الله، وسيفشلون كل مؤامرات الشيطان الأكبر وأدواته في المنطقة، وكل عميل مرتزق ظالم لنفسه خائن لأمته ودينه وعروبته.
وأولئك الذين يحظون برعاية الله ونصره وتأييده، وهم في كل أحوالهم عليه متوكلون. وكما كسروا قرن الشيطان بالأمس القريب وأركسوا الشيطان الأكبر في البحار والمحيطات، فسيمكنهم الله ويقتلعون الغدة السرطانية الشيطانية الصهيونية في القريب العاجل بإذن الله.
وعلى عصابات وقطعان الكيان الشيطاني الصهيوني إدراك أن غاراته وضرباته التي يستهدف بها يمن الإيمان والحكمة لن تزيد هذا الشعب العظيم إلا ثباتًا وصمودًا وجهادًا في سبيل الله.
وعليه أن يأخذ العبر من المعتدين السابقين الذين فشلوا في كسر إرادة اليمن على مدى عشر سنوات من العدوان المتواصل حتى انقلبوا بعدوانهم خائبين خاسرين مهزومين بفضل الله رب العالمين.
وليس أمامه إلا أن يعد الساعات والأيام للحظة زواله، وأن يترقب المفاجآت القادمة والتطورات المتسارعة للصواريخ والمسيرات للمعركة الحاسمة التي لم تخطر له على بال. وما النصر إلا من عند الله العلي العظيم، والعاقبة للمتقين.
**والحمد لله رب العالمين.**
===========
*اللهُ أَكْبَرُ*
*الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا*
*الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ*
*اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ*
*النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ*
الكاتب من اليمن