*ماذا قال جمهور المولد النبوي؟*

محمد حسن زيد  ….

الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام كان مميزا..
الحضور غير مسبوق.. وكأنما أراد الجمهور أن يقول بهذا الزخم المتلاطم في هذا الظرف التاريخي كلمة صريحة أحرجت أولئك الذين أعطوا أنفسهم الحق بأن يتاجروا باسم الشعب..
كل من يزعم انه يتحدث باسم الشعب هل يمكنه أن يحشد نصف هذا الحشد أو يطلب 10% من هذا العطاء والبذل؟
نحن لا نرفض الديمقراطية ونقبل الاحتكام لنتائجها لكن أولئك الذين يؤمنون بها إيمانا مذهبيا ويحشرونها في كل أدبياتهم وتنازلوا عن بقية المقدسات استنطاقا لرأي الأكثرية..
ألا تعترف ديمقراطيتكم وأكثريتكم إلا بالكفر والنفاق؟
ألا ترى إلا الانحلال والضياع والتبعية والتفاهة؟
ألا تعترفون بإرادة الجمهور إلا حين تُنظّرون للهزائم والخضوع للطواغيت والانحراف؟
عملتم مئة عام لغسل أدمغة الشعوب العربية والإسلامية وحرف بوصلتها والعبث ببرمجتها عبر مسارين: التطرف التكفيري والتحلل الديني والقيمي لكن ها هو جمهور اليمن يخرج اليوم هادرا في عدة محافظات بعد استشهاد نصف حكومته معلنا انه “جمهورٌ وَسَطٌ” لا يخشى من القتل والمجازر، ولا من الحصار المستمر منذ عشر سنوات، ولا من سياسة التجويع والإفقار، ولا من عملاء الإرجاف والتمزيق والشعارات الزائفة، وانه مستعد لمواجهة كل الدعايات والتحديات بإيمان راسخ وصبر كالجبال الرواسي!
هذا الجمهور الذي اتخذ من الولاء لرسول الله منطلقا لرؤية الواقع وتحديد الأولويات ثم التحرك والبذل والعطاء إنما اختار وحدة المسلمين والعرب واليمنيين..
اختار قضايا الأمة وهوية الإسلام وكرامة الإنسان..
هذا كان جزءا من رسالة جمهور المولد النبوي!
فأين أبواق الفتنة والارتزاق والارتهان البائعون لدينهم وأوطانهم وقضاياهم بثمن بخس من أجل حياة ذليلة قصيرة رخيصة؟
“وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا، اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا، أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا”

الكاتب من اليمن

قد يعجبك ايضا