“أيلول.. شهر صمود و وفاء نصر الله “
✍🏻/ عفاف_ فيصل_ صالح ….
يا شهر أيلول، يا مطلعَ الذكرى وعتبة الوجع، كيف نستقبلك وأنتَ تحمِل بين أُفُقِكَ أوجاعَ الفقد، وشهدًا غادرَ دارَنا دون رجعة، كأنه لِعنة الزمن التي لا تُمحى. أيلول، ذلك الشهر الحزين الذي يَحملُ في طيّاتهُ نبضَ الفراق، وشعاعَ نجمٍ من سماءِ السماوات، أضفى على سمائنا ظلامَ الحزن ، لكنه في ذات الوقتُ، أنار قناديل الصمود و الثبات و الجهاد وجعَل من نورهُ مدرسةً للأوفياء.
ها قد أتى أيلول، ومثلما تتداعى أوراق الأشجار، تتساقطُ الأحلام والأمان، وتهتزُ الأرواحُ من أوجاعها، وتتلألأ في الأفق ذكرياتُ زمنٍ عتيق، زمنَ رجل أهمل الراحة، وأعاد للحقّ مجده، زمنَ أيادٍ لم تضعف، وقلبٍ لم يعرف اليأس، شهيد الحق والإيمان إنهُ السيد حسن نصر الله شهيدنا الحي فينا ذكراه أمام أعيننا باقيه و صوته ينشد في مسامع التاريخ، ويكتب رواية الصمود التي لا تنتهي، مدرسةً للثبات، الأبديةً في أعماقنا تُروى على مر الزمان.
يا أيلول، لن ننسَى، فذاكرتنا برغم تغير الأيام، تبقى ثابتةً كالجبالِ، نبضًا يدقُ في أعماقِ قلوبنا، وواعدًا أليمًا لا يُنقض. نَحنُ، يا نصرَ الله، على العهد باقون، نستمدُّ من سِحابةِ شهدائنا أُسسَ الإيمان، ونُجددُ في كل عامٍ عزمَ الوفاء، ونمضي على دربِ المقاومةِ والحق، حتى تتحقّقَ النصرُ، وتُصانَ الكرامةُ، وتعمّ العزةُ.
هنا، أَصبحَ نصر الله حياةً لا تنفد، ورسالتهُ نبضُ الأبد، وقصتهُ خُلودٌ يسكنُ الوجدان، يُحيي فينا حبّ الجهاد و المؤمنين الذين ضحّوا، ويذكرُنا أن الحقّ لن يَمُوت، وأن الشهيد حيٌ في ضمائرنا، يسكنُ للأبد، شاهِدًا على عظمة المعركة وسموّ التضحية.
نحن، يا نصرَ الله، ماضون على العهدِ، مهما واجهنا من عثرات فلن تثنينا، وسنُعلّي راية الحقّ، حتى يُنَصِّبَ اللهُ نصره، وتسطعَ العزةُ من جُدران العالم ، ويُزهِر الحُريةُ، مجدًا لا يُرَادِلُهُ شيء…
الكاتبة من اليمن