التفكيك العقدي العكسي
الكاتب عبد القادر جعيم ….
مقدمة :
مرت الأمم مجتمعه على وجه الخليقة بمراحل أثرت بتكويناتها عوامل متنوعة صاغت من خلالها تلك التجمعات ، ومن تلك المراحل ما إتسمت عوامله بأسباب طبيعية ، كالطعام والمسكن والملبس وغريزة البقاء والمأمن ، ومنها ذات العوامل المصطنعة كالفكر والثقافة والدين ، ( المعتقد ) .
فجميع تلك العوامل المؤثرة إجتماعيا بنوعيها شكلت محطات مقاومة لمكون تلك المجتمعات والأمم ألا وهو الفرد وجعلت منه المصارع الذي يتوق للتحرر من قيود التبعية لأي مقيد ” ثانوي عقدي ” غير أساسي كما هدفوا والمقصود هنا الإحتياجات الأساسية للحياة ( كما أسلفنا سابقآ ) ، لا يتماشى مع تطلعاته بتأمين غاياته الحياتية الأساسية ، فتلك هي الطبيعة البشرية وتلك حريتها المصطنعة صاحبة الشعلة ، منارة الإنحراف .
– بمقالنا هذا سنسلط الضوء على العامل الإصطناعي ” الثانوي ” من عديد العوامل التي أثرت بالفرد البشري ، وهو المقيد العقدي ( الآيدولوجي ) .
فالمشكلة التي تواجهنا جميعنا – على الأغلب – ، هي أننا غيرنا أولويات قواعد وجودنا التي كتبت لنا من خالقنا ، بسبب أوضحته سابقآ وهو عدم التماهي مع ما نعتقد أنه أساسي أكسبناه الأولوية ، على ما إعتقدنا مخطئين بأنه الثاني مرتبة ، وهذا هو بالتحديد الخلل الذي جعلنا غير متزنين .
فالطعام والشراب والمأمن غاية نجند أنفسنا لها حسب إعتقادنا المكتسب ، أي نجعل المعتقد الأساس ملحق بها ليخدمها ، ومن هنا جاءت إعادة ترتيب عكسية مدروسة بعناية ممن تآمر علينا واضعآ سلم الأولويات البشرية بشكل معكوس ، خلق بذلك حاله من ضياع الهدف الرئيسي لوجودنا ، وجعل لنا إختيار أهم عامل وسبب لوجودنا كل حسب معاييره وإحتياجاته ومطمعه .
وبذلك فكل فرد صنع لنفسه كينونه بدأت بالإنشطار عن الكل ، بل وذهب بنا هذا الدجل الفكري لأن نصبح كخلايا السرطان تهاجم الجسم التي هي جزء منه ليموت وتموت .
بتلك الحالة الموصوفة تحديدآ هي حالنا اليوم ، تفكيك معتقدنا نحن من نصنعه بأيدينا ، كل حسب معاييره وإحتياجاته ومطمعه التي صنعت لنا كأولويات ، وتكون بتلك النتيجة مكون جديد بمعتقد جديد حدوده الرغبة ، وتشضى ذلك المكون لشضايا وكينونات كل تشابه مع مبتغاه ، وفقد الجامع الرئيسي بينهما بل وتقاتل ، وكل أصبح يغني على ليلاه .
كل ما طرح سابقآ كما قلنا درس بعناية فائقة ، وكل حديث كان سياسيآ أو إجتماعيآ أو إقتصاديآ ، سيكون بلا هدف ونتائجه ومخرجاته غير صحيحة بالتأكيد ، لأن هرم الأولويات والقواعد الدينية والدنيوية مقلوبة رأسآ على عقب ، إلا القليل ممن إنحرف عن الإنحراف .
وختامآ فإن حالة الصراع على البقاء تلك التي نعيشها اليوم بكل المقاييس والأحداث دون استثناء ، إن لم تكن مبنية على أسس سببية وجودنا فإن بناؤها كبيت العنكبوت وأشد وهنآ ، وليس أي عنكبوت أرادوا لنا بل الأرملة السوداء التي تقتل زوجها ويقتلها أبناؤها ، أي التدمير الذاتي .،
فلا غالب لكم .