الرهان على أمريكا كحليف خاسر يا قادة العرب والمسلمين وما جرى من قصف في دولة قطر الشقيقة دليلا على ذلك…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
منذ بداية ٧ تشرين أكتوبر جاء كل زعماء الغرب وعلى رأسهم بايدن الصهيوني وقالوا جميعا بأنهم صهاينة ومنهم من قال بأنه يهودي وبايدن قال بأنه لو لم تكن إسرائيل لتم إختراعها، هذا غير قوله بأنه صهيوني ولا يوجد حليف له ولأمريكا إلا إسرائيل في المنطقة بأكملها، وتم دعم ذلك الكيان الصهيوني بكل أنواع الدعم اللوجستي وبكل أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا منذ ذلك الوقت لغاية كتابة هذه السطور، وكل تلك التصريحات قيلت على مسمع من قادة وحكومات وجيوش وشعوب الأمة العربية والإسلامية، وجاء ترامب ليكمل مهمة الإنجليين الإسرائيليين الصهاينة والمتصهينين ومنذ اليوم الأول في المكتب البيضاوي صرح للصحفيين بأن إسرائيل صغيرة بالنسبة لمحيطها العربي، وهي رسالة منه وضوء أخضر أطلق من خلالها يد النتن ياهو وحكومته وجيشه النازي للعربدة داخل غزة والضفة الغربية وخارجها في لبنان وسورية وحتى دعمه بقصف المفاعلات النووية الإيرانية وإدخال جواسيس لهم وتسليحهم بكل أنواع الأسلحة ومنها الطيران المسير ظنا منهم أن إيران الإسلامية ستسقط ويتم تغيير القيادة الإسلامية فيها ويتم بعدها تعين آداة لهم وتابع وكان إبن أو حفيد الشاه المخلوع ليقوم بالمهمة، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا وتم الرد الإيراني مباشرة وخلال ١٢ يوم تم تدمير معظم المواقع العسكرية والمدنية للحكومة النازية وكيانها المتصهين، وإستغاث ترامب والنتن ياهو بالوسطاء القطريين وغيرهم لإيقاف القصف الإيراني الذي لقنهم دروسا جديدة في حروب الأمة الإسلامية وتفوقها وقوتها وكيفية تحقيق الإنتصار على أعدائها…
ويوم أمس قبل العصر يرتكب الكيان الصهيوني النازي جريمة نكراء غادرة بقصف قطر والدوحة بحجة القضاء على قادة حركة حماس وهم الوفد المفاوض الذي كان يدرس ما قدمه ترامب الأخرق من وثيقة على مواقع التواصل الإجتماعي لإيقاف الحرب العدوانية على شعب غزة الأعزل وتم القصف بوجود وفد الكيان الصهيوني في الدوحة، وأمريكا تحاول نشر الأكاذيب عبر رئيسها الأخرق ترامب وسياسييها وإعلامييها وقنواتها الصهيوإعلامية إنجيلية بأن قيادتهم الوسطى أبلغتهم بأن إسرائيل ستضرب قطر وأن ترامب أوعز إلى ويتكوف الكاذب بأن يتصل ويبلغ قطر بذلك، وقد خرج رئيس الوزارء وزير الخارجية القطري ونفى تلك الأكاذيب، وأكد بأن أمريكا ابلغت قطر بعد أن تم القصف بعشرة دقائق القصف تم في ٣.٤٦ وإتصال أمريكا كان في ٣.٥٦، وكل الصحف والقنوات الإسرائيلة وبعض الصحف الغربية أكدت أن الضربة كانت بتنسيق مع ترامب وموافقته، وكل المعارضين والخبراء الأمريكيين والغربيين أكدوا أن القيادة الوسطى الأمريكية كانت على علم بتلك الضربة الجبانة والغادرة، وتم التنسيق معها ومع ترامب وقد أعطى ترامب الضوء الأخضر للنتن ياهو لإتمام الضربة….
فمتى يتخلص قادة العرب والمسلمين من الرهان على أمريكا وبايدن وترامب والحزب الديمقراطي والجمهوري وهم جميعا مسيحيين إنجليين تابعين لليهود وأعضاء في الصهيونية العالمية، وخطاب ترامب في واشنطن بعد أن رحب بحاكم تكساس وحاشيته قبل عدة أيام أكد على الإهتمام ودعم الدين المسيحي واليهودي، والحفاظ والدفاع عن علاقتهما الأبدية، ولم يتحدث عن الدين الإسلامي بالرغم من وجود ملايين من المسلمين في أمريكا ولهم ثقل كبير أدى إلى نجاح ترامب المجرم والكاذب في الولايات المتأرجحة….
إنه واقع محزن تعيشه الشعوب العربية وجيوشها ومقاومتها التي يتم التآمر عليها مع أمريكا والكيان الصهيوني لنزع سلاحها، وواقع محرج ومخزي يعيشه معظم قادة العرب والمسلمين هذه الأيام لأنهم ما زالوا يراهنون على أمريكا وقادتها الصهيوإنجليين ويعتبرونهم حلفاء وأصدقاء وهم العدو فأحذروهم، وهم وظفوا أمريكا عبر تاريخها الأسود وقادتها من الديمقراطيين والجمهوريين وحكوماتها ومؤسساتها العسكرية والمدنية وجيشها لخدمة مشاريع ومخططات الصهيونية العالمية في منطقتنا والعالم، فإلى متى سيبقى الرهان على أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وتلك الدول وغيرها كانت شريكا مباشرا بكل جرائم الإبادة الجماعية المتنوعة والمستمرة والتدمير والتهجير في غزة العزة وكل فلسطين ولبنان وسورية وحتى قصف المفاعلات الإيرانية وقصف دولة قطر يوم أمس، فالرهان يجب أن يكون يا قادة أمتنا على شعوبكم وجيوشكم ومحور المقاومة الذي مرغ أنوف قادة أمريكا والغرب وكيانهما الصهيوني في التراب وهزمهم في ٧ تشرين أكتوبر، وأذلهم وأذل غطرستهم وغرورهم لذلك كان هذا الحقد الكلي من قادة الغرب الذي أظهروه جميعا على حماس وحركات المقاومة داخل غزة وفلسطين وخارجها وأيضا على شعب غزة الأعزل والذي بصموده أذهل العالم، وكشف حقيقة قادة الكيان الصهيوني كعصابات نازية وقادة أمريكا والغرب كنازيين جدد أمام شعوبهم وأمام شعوب العالم أجمع…
لذلك يجب أن تتوحد الأمة وقادتها وجيوشها ومحور مقاومتها من جديد لتنفيذ المعادلة الكبرى والتي حققت الإنتصارات الكبيرة على ذلك الكيان الصهيوني وداعميه الصهيوإنجليين في حروبه كلها التي شنها داخل فلسطين وخارجها، وقد هزم هزائم عدة حينما إمتزجت دماء الجيوش مع دماء الشعوب ودماء المقاوميين عبر التاريخ وأمام مرأى من العالم أجمع، منذ إنتصار معركة الكرامة الجيش العربي الأردني وفصائل المقاومة الفلسطينية وحرب تشرين الجيشيين العربيين السوري والمصري وكل إنتصارات محور المقاومة بكل فصائله داخل فلسطين وخارجها، وآخرها معركة طوفان الأقصى، ويوم أمس أمتزجت دماء شهداء فلسطين المقاوميين السياسيين الشباب في دوحة قطر مع دماء العريف القطري على أرض عربية مسلمة قطرية…
إذن يجب أن نترك الرهان على أمريكا وترامب ونقول له لقد بلغ السيل الزبى من أكاذيبكم وجرائمكم وغروركم وغطرستكم وتبادل الأدوار بينكم وحان وقت الثأر والإنتقام لكل دماء شهداء غزة وفلسطين ولبنان وسورية وإيران واليمن وقطر والله على نصرنا لقادر وقدير، قال تعالى لنا كأمة [إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم] [وما النصر إلا من عند الله…] وقال لهؤلاء الكفرة المتغطرسين والمغروريين في سورة الملك[ أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور] صدق الله العظيم، حمى الله قطر وجيشها وشعبها والمقيمين فيها ومنهم مقاومي حماس، وحمى الله كل دولنا العربية والإسلامية وجيوشها وشعوبها وحركات مقاومتها، وهداهم للوحدة قريبا بالمعادلة الكبرى التي حققت الإنتصارات للأمة كاملة الشعوب والجيوش وفصائل ودول محور المقاومة داخل غزة وخارجها، وبتلك الوحدة تأتي الملحمة الكبرى التي يتحقق فيها النصر للأمة ولأحرار وشرفاء العالم والإنسانية كاملة كما أخبرنا رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين بعد مقتلة ٧٠ ألف في عسقلان، والنصر صبر ساعة يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله تعالى لنا جميعا…
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…
الكاتب من الأردن