بسم الله مجراها ومرساها
بقلم : عبد القادر جعيم ….
مقدمة ,
” وقال إركبوا فيها ، بسم الله مجراها ومرساها ” .
بتلك الآية الكريمة ، نستهل مقالنا القصير هذا ، فأي كلام أشمل وأدق لوصف الطمأنينة لرحلة النجاة ، مما جاءت به تلك الكلمات الدلالية المقدسة .
لن تجد ، ولو أبصرت ألف مرة باحثآ عن تفاوت أو فطور بأي ما أنزل الله وكون ، فسينقلب إليك بصرك خاسئآ وهو حسير ، بلا نتيجة لمراهناتك ، فسبحان من خلق فأحكم وإتقن .
– سنبدأ ولكن ليس من منطلق التحليل والقياس الممنهجه ، لمجريات غير معتادة أو شاذه إن صح التعبير لوصف تطورات وقعت باللحظات الأخيرة في منطقتنا العربية غير مدركه ، ولكنها كانت متوقعة من أحفاد الملعونين كقردة وخنازير ، ومشكلتنا تكمن هنا للأسف بإدراكنا ومراهنتنا ، غير آبهين بقواعد وضعت لنا قبل آلاف السنين ، فكما أسلفت نضيع وقتنا بالبحث عن مخارج لواقع لا محال واقع ، والنتيجة دائمآ الخسران لأننا ببساطة لن نجد المخرج الحقيقي ، فنحن كمن وضع في غرفة المرايا يزيغ بصره ويخدع ليبقى في حلقة مفرغة لا متناهية التيه ، بكل مرة نشاهد بها أنفسنا نحن ونجلد بها ذاتنا بها لأنهم أرادوا لنا ذلك .
* كمن يهرب دائمآ من واقعنا نحن ،
واقع رسمه أعداؤنا وخططوا له ، بل وشروحه لنا بالتفصيل الممل لمرات عدة منحين لنا عناصر المفاجأة ، وما زلنا نتفاجأ .
فالدوحة على مرماهم كما أخواتها من عواصمنا وشاهدتم بأم أعينكم ما وقع من خداع أمريكي صهيوني لها وهي تحسب مأمنها .
فلا مأمن لأحد ولا حلفاء نحن لأحد منهم ، بل أهداف لهم يرون فينا اللقمة الصائغة ، حتى تفرغ قصعتهم منا .
بسم الله لنبدأ بها ، مجرى سفينة نجاتنا مما يمكرون ، منطلقين من عدن مجرى البحرين وملتقاهما ومرساها بقاهرة المعز ، فتلك وجهة رحلة سفينتكم وهنالك يهدفون بأن تلاقوا نصبكم إن لم تصبروا على ما لم يصبر عليه موسى عليه السلام ، مما أبصر بنجديه وحكم به حكمه الفكري المخلوق المحدود ، مستبقآ حكمة خالقه .
فستشاهدون ما لم تتق عليه أنفسكم ، كما الآن وأكثر .
وستشتد الريح على سفينتكم بعلو عدوكم الأخير ، وستتكالب الأمم ، وتقع أقنعتها المبتسمه لكم ، وتختفي منصات نصبت لمسرحيات مهرج ، دخل كسيد للبيت الأسود فجعله سيرك خداع وسحر ، وستمزق مواثيق وعهود تاريخية حملت بطيات صفحاتها طلاسم الشيطان ضدكم ، فلم يعد لها داع ووظيفة الآن ، فالصراع قد بدأ وكلمة الدفاع محيت من قواميسهم وأستبدلت ” بحربهم المقدسة ” ذات الظلمات ضد النور الواحد .
فها هو حبل الله لنجاتكم ممدود ، وتلك طريق الهلاك ، ونحن الآن على مفترق البحرين ، فوجهوا شراعكم أينما تبتغون .
ولا تنسوا أن سلعة الله غالية ، ولكنها الخير لكم .