الأردن وباكستان… شراكة عسكرية استراتيجية

بقلم: الدكتورة حنان محمود عبد الرحيم  ….
متخصصة في تاريخ آسيا الحديث والمعاصر
تتبوأ العلاقات الأردنية – الباكستانية في المجال العسكري مكانة استراتيجية مميزة، حيث يمثل سلاح الجو الملكي الأردني محورًا أساسيًا للتعاون بين البلدين. منذ منتصف القرن العشرين، شارك الطيارون الباكستانيون في تدريب وتأهيل الطيارين الأردنيين، وهو ما ساعد في رفع الكفاءة القتالية وبناء خبرة جوية متقدمة، كما استفاد الأردن من التجربة الباكستانية في مجالات الدفاع الجوي والصناعات العسكرية.
ولا يقتصر التعاون على الجانب الفني، بل يمتد إلى البعد السياسي والاستراتيجي، فقد ساهمت الشراكة العسكرية في دعم مواقف الأردن الإقليمية، خاصة خلال الحروب العربية – الإسرائيلية، إذكان للتنسيق مع باكستان أثر ملموس في تعزيز الثقة والقدرة على مواجهة التحديات المشتركة.
عبر العقود، واصلت عمان وإسلام آباد تعزيز هذا التعاون من خلال تبادل الزيارات الرسمية، والمناورات المشتركة، وتوقيع اتفاقيات دفاعية شملت التدريب، والتقنيات الجوية، والمشاريع المشتركة في مجال الصناعات الدفاعية. هذا التعاون لا يعكس فقط بعدًا تكتيكيًا، بل يشكل رصيدًا استراتيجيًا طويل الأمد، يعزز الأمن الإقليمي ويؤكد قدرة البلدين على بناء شراكات مؤثرة ومستدامة.
اليوم، تظل تجربة سلاح الجو الملكي الأردني مع باكستان نموذجًا حيًا لكيفية تحويل التدريب العسكري والتبادل الفني إلى شراكة سياسية واستراتيجية، تعكس رؤية القيادة الأردنية لخلق علاقات دفاعية متينة، مستندة إلى الثقة والتفاهم المتبادل، وتساهم في تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
الكاتبة من العراق
قد يعجبك ايضا