“هاشمي النور في دهشة الكون “
بقلم/كفاء عبدالرحمن الوجيه ….
ومن اليمنِ ابتدأ المجدُ وانهمرا
فوقَ الترابِ الذي بالطهرِ قد عُمِرا
قومٌ إذا زمجرَ التاريخُ قال لهم
“أنتمْ إذا خافَ غيرُ الناسِ قد ظفرا”
لا يسمعونَ لعُربانٍ مزيّفةٍ
ولا لشيخٍ إذا أفتى الهوى انكسرا
مولدُ محمدٍ في القلبِ منبعهُ
لا يُستفزُّ ومن راموهُ قد خَسِرا
فليُشهِدِ الطورُ، والتاريخُ، والأزَلُ
أنَّ اليمانيَّ لا يُشري ولا يَشرى
نُصلي على النورِ، لا نخشى ملامَتَهم
وكلُّ من كرهَ الإشراقَ قد كَفرا
نُنشدُ المجدَ في ذكرى نبيِّ هدىً
رغم الدجى، رغمَ من بالحقدِ قد غَمرا
رُفع اللواءُ من التاريخِ فانطلقتْ
أصواتُنا، في دُجى الأيامِ، مُنهمِرا
ما خُضنا الذلَّ، و لا عشنا على هدرٍ
ولا تركنا لغيرِ اللهِ ما أمرا
لسنا نُجاملُ في ذكرى نبيِّ هدىً
ولا نُساومُ نورًا في الدجى ظهرا
هو المصطفى، وسناهُ العزُّ كلُّهُ
ومن أراد طموسَ النورِ قد خسرا
لنا الهويةُ، ما هانتْ، وما ضعفتْ
فيها الجبالُ سجد النورَ وافتخرا
ونحنُ، يا غزةَ العزِّ الذي وُلدتِ،
نكتبكِ الآن شعرًا، يحرقُ القهرا
لنا الدمُ الحرُّ، إن ضاقت بنا السُبُلُ
صرنا الجنودَ، وإن غابَ الدواء أثرا
نحملُ الصبرَ، ننسجُ من جراحِ القدس
راياتِ عزٍّ تُنادي: المجدُ قد حضرا
يا من تظنونَ أنّا قد نُهزمُ يوماً، لا
فنحنُ في قلبِ إعصارِ الردى جمرا
نُقيمُ عيدَك يا طه بفيضِ صفاءٍ
يا من بعثتَ لنا الوعدَ الذي انهمرا
فالحقُّ نبضُهُ في صدرِنا وهجٌ
ومولدُ الهادي في الأرواحِ قد أزهرا
هذا اليمانيُّ إن خطّ البُكا قَسمًا
قال: “الولاءُ لخيرِ الخلقِ قد قُدِرا”
قومٌ إذا قيلَ “إسرائيلُ” ارعبتكم
ضحكَ الصغارُ، وما فيهم أحدٌ رَهِبا
قومٌ إذا نصروا المظلومَ، قد رسموا
بدمعِ أمٍّ، دروبَ النصرِ والغَلَبا
في غزةٍ، حين نادت ثكْلةٌ وَلَداً
لبّى اليمانيُّ صوتَ الحقِّ واحتسبا
ما كان سيفُهمُ إلّا عقيدتَهم
تهوي على البغيِ لا تُبقي له نُصُبا
ما خانتِ الأرضُ يومًا من تبنّوها
ولا تخلّتْ عن الأحرارِ إن ضربا
ساروا على خُطى المختارِ وانبعثوا
نورًا يُبدِّدُ ليلَ القهرِ والغضبا
أحفادُ طه إذا نادى الجهادُ بهم
لبّوا النداءَ، كأن الوحيَ ما غُرِبا
بقلم/كفاء عبدالرحمن الوجيه
الشاعرة من اليمن