هل صدق وتأكد حكام الخليج بأن الكيان الإسرائيلي هو العدو الذي يعمل على زعزعت الاستقرار في المنطقة وليست إيران الإسلامية ومحورها المقاوم…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي  ……

منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية على حكم الشاه الطاغية الذي كان شرطي أمريكا والغرب في المنطقة عام ١٩٧٩ وأمريكا تتلاعب بدول الخليج لتظهر لهم بأن الثورة الإسلامية الإيرانية خطرا على أنظمتهم وعلى حكمهم ودولهم وشعوبهم، لأنها -كما روجوا- تريد تصدير ثورتها الإسلامية على الدول الخليجية والعربية، ومنذ ذلك الوقت لغاية ما قبل معركة طوفان الأقصى ودول الخليج تسير في ركب أمريكا وتراهن على أمريكا وقادتها من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالرغم من أن كل حكام الغرب وعلى رأسهم بايدن جاؤوا إلى الكيان الصهيوني المحتل وصرحوا بأنهم صهاينة ويهود، وأن الكيان الصهيوني هو حليفهم الوحيد في المنطقة ولو لم تكن إسرائيل لتم إختراعها كما صرح بايدن الاخرق…

وبعد أحداث معركة طوفان الأقصى تم دعم الكيان الصهيوني دعما غربيا لوجستيا ما زال مستمرا ولم ينقطع لغاية كتابة هذه السطور، وبالذات الدعم العسكري بالأفراد والطيار الأمريكي الذي حرق نفسه وهو يقول الحرية لفلسطين عبر عن رفضه المشاركة بقتل الفلسطينين في غزة العزة، وغيره الكثير من الجنود الصهاينة الذين يحملون الجنسيتين الغربية والصهيونية الذين إرتكبوا الإبادة الجماعية في غزة العزة، والدعم بالسلاح بكافة أنواعه ومنه المحرم دوليا وعلى مرأى من العالم أجمع…

وبعد دخول حزب الله الحرب كمساند للشعب الفلسطيني ومن ثم اليمن وبعدها إيران في الرد بالوعد الصادق ٢و٣ الذي هزم الكيان الصهيوغربي المجرم خلال ١٢ يوم، وبعد إستغاثة النتن ياهو بترامب تم تدخل الوسطاء العرب والغربيين، وتم توقيع إتفاقيات عبر الوسطاء بين لبنان وإيران وأمريكا وكيانها الصهيوني، وتم إيقاف القصف من قبل حزب الله وإيران على الكيان الصهيوني، وتم توقيع إتفاق جزئي بين أمريكا والحكومة اليمنية في صنعاء حتى لا تدمر بوراجهم في البحر وما زالت صنعاء تقصف الكيان الصهيوني لغاية اليوم وستبقى مستمرة بإذن الله تعالى حتى يتم إيقاف الحرب الظالمة والإبادة في غزة العزة…

والكيان الصهيوني بقيادة النتن ياهو وحكومته المتطرفة تمرد وبدعم أمريكي وغربي واضح في البداية، وبقي الدعم الأمريكي اللوجستي ورغم الإتفاقيات مع لبنان وسورية لم يتوقف الكيان الصهيوني عن القصف وإختراق الإتفاقيات الموقعة بحجج كاذبة لينفذ توسعه وسيطرته في لبنان وسورية، كما صرح زعيمه النازي النتن ياهو بأنه يعمل على تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، ورغم هزيمته من قبل إيران الإسلامية إلا أنه ما زال يهدد ويتغطرس وكأنه المنتصر، وهو كيان هزم من اليوم الأول في ٧ تشرين أكتوبر لولا الدعم الصهيوأمريكي غربي، وما زال مهزوما غير قادر على مجموعة فصائل من المقاومة الفلسطينية داخل غزة والضفة الغربية….

وقبل القصف الجبان والغادر على دولة قطر الوسيط الرئيسي بالمفاوضات ليس بين حماس وأمريكا والكيان الصهيوني فقط، ولكن الوسيط الوحيد والحليف القوي لأمريكا في المنطقة بعد دول الناتو، والذي انقذ أمريكا وخلصها من رمال أفغانستان المتحركة وأنقذ جنودها من القتل وتم تهريبهم بطائرات قطرية وأمام العالم أجمع، وأنقذها في في الكثير من الأماكن التي يتواجد فيها الجيش الأمريكي الصهيوناتوي ولا يستطيع جنوده الخروج من تلك البلدان….

وبعد أن تم قصف الأراضي القطرية من قبل الكيان الصهيوني وبدعم أمريكي مطلق كما صرحت الصحف الأمريكية والصهيونية وقنواتهم الفضائية وحتى جيوشهم النازية، بدأ ترامب الكاذب وإدارته النازية بمحاولات للتهرب من تلك الجريمة ومن تورطهم في الأمر، وتصريح مندوبة أمريكا العاهرة في مجلس الأمن يثبت تورط وشراكة ترامب وإدارته وجيشه النازي في المنطقة الوسطى بتلك الضربة الغادرة والجبانة….

وهنا نقول ونكرر لقادة الخليج ولقادة الدول العربية والإسلامية الذين سيجتمعون في الدوحة أيام الأحد والإثنين هل صدقتم وتأكدتم بأن العدو المزعزع للمنطقة برمتها هو الكيان الصهيوني وليس إيران الإسلامية ومحورها المقاوم، لذلك يجب أن لا تصدقوا أكاذيب أمريكا وكيانها الصهيوني وأدواتها في المنطقة بأن محور المقاومة قد هزم وضعف ولن يقوى على الحرب، بالرغم من كل الخسائر التي لحقت به ما زال المحور قويا صامدا مستعدا لفتح جبهات تحرق الكيان الصهيوني وتعيد توازن القوى وتحقق من خلال تلك القوة السلام المنشود في المنطقة برمتها…

إذن المطلوب من القمم دعم محور المقاومة دعما لوجستيا ولو من تحت الطاولة حتى تستعيدوا موازين القوى في المنطقة، لأن هذا التمرد والغطرسة وجنون العظمة الصهيوأمريكي لم ولن يتوقف لأنهم مغترون بنشوة النصر الزائفة والوهمية، وبالذات بعد إنكفاء محور المقاومة عن متابعة القتال، وفتح طريق الدبلوماسية أمامكم لإيقاف الحرب على شعب غزة وعلى الضفة الغربية وعلى لبنان وسورية وحتى على دولكم في الخليج وعلى الدول المحيطة بفلسطين، وأيضا حتى يظهر الحقيقة أمام أعينكم وتكشفوا العدو الحقيقي للمنطقة برمتها ومدى نازية هذا الكيان الصهيوني وداعميه في الغرب وبالذات أمريكا النازية…

وبعد كل تلك الأحداث في المنطقة نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يكون قد كشف الغطاء الكاذب الذي وضعته أمريكا والغرب عبر تاريخهم النازي أمام أبصاركم، لتعيدوا التمسك بما قاله لكم الله سبحانه وتعالى ورسله ورسوله محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين بأنهم العدو فأحذروهم وقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وأيدي المؤمنين، وتلك القمم المنتظرة يجب أن تكون مختلفة عن سابقاتها لأن شعوبكم وجيوشكم لم تعد تتحمل الخطابات والتنديد والإستنكار فقط، ولأن هذا التوسع الصهيوأمريكي وإباداتهم الجماعية لشعوبنا في غزة العزة وفلسطين وخارجها وآخرها مجزرة شهداء الدوحة في قطر لم ولن يتوقف، وهذا ما صرح به النتن ياهو ومندوبه في مجلس الأمن إذا لم يجد رادع يردعه وشريكته أمريكا ويعيدهم إلى حجمهم الطبيعي ككيانات صهيومسيحية إنجيلية نازية مارقة وستزول قريبا بإذن الله تعالى…

فأعيدوا وحدة الأمة من جديد لتنهض الأمة من كبواتها، وتناسوا أخطاء الماضي بحق بعضكم بعضا عبر عقود مضت، والتي كانت مفتعلة وبآلاعيب صهيوأمريكية غربية حتى نبقى أعداء لبعضنا متفرقين متقاتلين فيما بيننا إلى يوم الدين لا سمح الله ولا قدر، وهم أي الصهيوغربيين يصولون وبجولون في دولنا ويرتكبون أبشع الإبادات الجماعية بحق شعبنا في غزة العزة وفلسطين وشعوب المنطقة لتنفيذ نبؤاتهم الدينية المزورة الصهيومسيحية إنجيلية، وأضعف الإيمان إدعموا محور المقاومة دعما لوجستيا من تحت الطاولة ولا تساهموا بنزع سلاحه والذي هو مصدر قوة لكم وللأمة كاملة، وإستخدموا كل الأوراق المتعددة التي تمتلكونها بين أيديكم السياسية إتفاقيات السلام والتطبيع وطرد السفراء وسحب سفراء الدول من الكيان الصهيوني، والأمنية بإيقاف التنسيق الأمني مع أمريكا وكيانها الصهيوني، والإقتصادية والمالية والتبادل التجاري والصناعي وغيره…والعسكرية بطرد كل القواعد الأمريكية الحامية لكيانها الصهيوني وليس لكم ولدولكم وشعوبكم من أعداء وهميين، وإيقاف النفط والغاز والمياه وغيرها…

فالنتن ياهو نسف حل الدولتين -منذ زمن بعيد وليس ببناء المستوطنات الجديدة- والذي تلاعبوا به على الدول العربية والإسلامية عبر عقود مضت، وهو مخطط لكسب الوقت فقط لتنفيذ مخططاتهم وأحلامهم الهستيرية بالشرق الأوسط الكبير أو الإسم الحقيقي الذي أعاده النتن ياهو قبل عدة أيام في مقابلة إعلامية (إسرائيل الكبرى) وكل تسمياتها التي تم تغييرها عبر عقود للوصول لأهدافهم الحقيقية بإسرائيل الكبرى، ومن ثم حكم الأرض وما عليها عن طريق الكيانيين الصهيوغربيين النازيين كيان النتن ياهو في فلسطين المحتلة وكيان زيلنسكي في أوكرانيا المحتلة وغيرها من مناطق نفوذهم في العالم…

وتمعنوا في ما قال الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الكفرة الصهيوأمريكيين في سورة الملك (أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور) صدق الله العظيم وقال لنا كأمة (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) صدق الله العظيم، والله معنا وسينصرنا بوحدتنا قادة وجيوش وشعوب ومقاوميين لأننا حاربنا أعدائه وأعداء الرسل والأمة والإنسانية كاملة وسينصرنا عليهم إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي… كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن