*ياطائر أيلول المُهاجر* *ذكرى إستشهاد هادي حسن نصرالله*
✍🏻/*عفاف_ فيصل _صالح*…..
يا طائر أيلول المُهاجر يا من تحملُ بين أجنحتك عبق ذكرياتٍ استشهاد رجلٍ من طينةٍ خاصة، رجلٍ رسمَ في وجدان الأمة ملامحَ العزة والصمود، هادي حسن نصرالله، ابن السابع عشر من أيلول، في عامٍ لن يمحوه الزمن من صفحات التاريخ. في ذلك اليوم الذي ارتحل فيه، ترك خلفه أمةً تئنُّ وتشتاق، ترفعُ رايتها وتلهجُ بالدعاء، فصار اسمه نبراساً يُضيء دروب الأمل، ويعطر الذاكرة بنكهة البطولة والتضحية.
يا طائر أيلول المهاجر، كم من قلوبٍ تألمت برحيله، وكم من عيونٍ لم تجد سُبلاً لإخفاء دموعها حين سُلب منهم نجمٌ ساطعٌ في سماء مقاومتنا. كان هادي، في بشاشته وإصراره، كثمرةٍ ناضجةٍ من أشجار الصمود، ترعرعت بين فواكه الوطنية، وتفتحت في أزاهير الإيمان بقضيةٍ أكبر من الزمن، وأعمق من اللحظة. كان في حديثه صوت من الحكمة، وفي صمته قدرة على تحريك الأجراس في أعماق النفوس، فتولد فينا الإصرار واليقين، أن ما يُهَدَّدُ من ترابنا لن يهدأ إلا بأصحاب الكلمة والثبات.
وفي ذكرى استشهاده، تتداعى أمامنا صورتُه، رجلٌ لم يدع حدًّا لكرامته، ولم يفرُّ من معركة، مُعلناً أن الحرية لا تُهدى، بل تُنتزع من أنياب الظلم، بقوة الإيمان والصمود. لقد استشهد وهو في عزّ شبابه، ولكن بفكره المفكر، وعزيمته التي كانت أثيراً يرفرف فوق سماء القضية التي أنجبت المقاومة، وجعلت من دمائه نبراساً يُهتدى به في ليلِ الظلم والعدوان.
يا طائر أيلول المُهاجر، إذ تتحدث عن هادي، فإنما تتحدث عن روحٍ أضحت رماداً يتطاير بفعل الريح، ولكنها تُشعل في قلوبنا شمعةً لا تنطفئ، وتُعلي من أصواتنا أن نبقى متمسكين بحقه، ثابتين على درب الشهداء، نستلهم من تضحياتهم العزيمة، ونُجدد في كل عام عهدَنا بالثبات والكفاح.
فالذكرى، ليست حكايةً من ماضٍ تلفّه الغبار، بل نداءٌ من أعماق التاريخ ليقول لكل من يظن أن الظلام يعمُّ على مستقبل الأمة، أن النجم لا يغيب إلا ليزرع في الأفق أملًا جديدًا، وأن الشهيد لا يُمْحَى، بل يُعيدُ البناء من رماده، ويشدُّ من أزر الأحياء على مواصلة المسير.
يا طائر أيلول المُهاجر، أخبر صاحبك أن قلوبنا تفيض حباً ووفاءً، وأن روح هادي لن تُنسى، لأنها بقيت تسري من خلال دمائنا، وتصرخ بأعلى صوتها: نحن على العهد، نحن خلف شهدائنا، وسنظل نحافظ على الحق و الارض و الوعد ونواجه الأعداء، كما فعل هو، بابتسامةٍ تزينها التضحية، وقلبٍ لا يعرف الاستسلام…
الكاتبة من اليمن