القمة الطارئة في الدوحة : بيانات الاستنكار لم تعد تكفي
محي الدين غنيم ….
اليوم يلتئم شمل القادة العرب والمسلمين في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة العدوان الإسرائيلي المتواصل، وسط توقعات محبطة بأن يخرج المجتمعون ببيان شجب واستنكار جديد لا يختلف عن سابقيه. شعوب الأمة تترقب، لكن الخوف الأكبر أن تتحول القمة إلى مجرد مسرحية سياسية تُضاف إلى سجل طويل من الاجتماعات العقيمة التي لم توقف دمًا ولم تحمِ أرضًا.
لقد بلغت العربدة الإسرائيلية ذروتها؛ اغتيالات في العواصم العربية، قصف على غزة وسوريا واليمن، وانتهاكات صريحة لحرمة الدول وسيادتها. ومع ذلك، يواصل قادة إسرائيل تحدي الأمة علنًا، واثقين أن الرد لن يتجاوز كلمات منمّقة تُتلى على المنابر ثم تُطوى في أرشيف القمم.
اليوم، لم يعد مقبولًا الاكتفاء ببيانات الاستنكار. الشعوب تريد قرارات ملموسة:
فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إسرائيل ووقف أي تعاملات تجارية أو مالية معها.
تجميد أو إلغاء معاهدات السلام التي تحولت إلى غطاء لتمادي إسرائيل في جرائمها بدل أن تكون جسرًا للسلام.
سحب السفراء وإغلاق السفارات لقطع أي شكل من أشكال التطبيع الدبلوماسي الذي لم يجلب إلا المزيد من الإذلال.
توحيد الجهود السياسية والدبلوماسية لعزل إسرائيل في المحافل الدولية وتجريم ممارساتها علنًا.
إن لم يخرج الزعماء العرب والمسلمون اليوم بمثل هذه القرارات الحازمة، فستكون القمة مجرد وصمة جديدة على جبين الأمة، وشاهدًا على عجز الأنظمة أمام آلة القتل الإسرائيلية.
التاريخ لا يرحم، والشعوب لم تعد تنطلي عليها مسرحيات البيانات الجوفاء. المطلوب اليوم إرادة سياسية شجاعة، لا بيانات باهتة. المطلوب موقف يليق بدماء الشهداء وصمود غزة والقدس، لا خضوع لإملاءات الغرب أو حسابات الكراسي.
الدوحة اليوم أمام امتحان تاريخي، إما أن تصنع تحولًا في مسار الأمة، أو أن تكرّس واقع الهوان. فهل سنشهد قمة قرارات، أم قمة بيانات؟
الكاتب من الأردن