فادي السمردلي يكتب: منظومات وشطرنج

بقلم فادي زواد السمردلي ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉

تمثل لعبة الشطرنج صورة حية لما يحدث في أروقة بعض المنظومات ، حيث يتجلى فيها مشهد ، المسؤول او القائد الفاشل الذي يقف عاجزاً عن تقديم حلول ويعتمد فقط على قطع الشطرنج الأخرى لحمايته دون تقديم رؤية مستقبلية أو خطط فعالة وفي الشطرنج، الرجل الأول هو القطعة الأهم والأضعف في آن واحد رغم أنه الهدف الأساسي، إلا أن قدرته على الحركة محدودة للغاية، ويعتمد اعتماداً كلياً على “القطع” المحيطة به لتحقيق الاستمرارية والبقاء في اللعبة وكذلك، نجد قادة في بعض المنظومات يتخذون قرارات هشة وغير فعالة، مما يثقل كاهل المنظومة ويدفع أعضائه و”قطاعه” نحو الانقسام أو الضعف، وبدلاً من أن يكونوا قوة دافعة للإصلاح، يصبحون عبئاً يعرقل التقدم.

عندما يصبح “القائد ” في الشطرنج محاصراً، ويصل إلى وضع “كش “، تتجلى محدوديته أمام الجميع، ويصبح واضحاً أنه لم يعد قادراً على المناورة أو الاستمرار، وهو موقف مشابه لما يعانيه بعض القادة الفاشلين وفي هذه الحالة، يتطلب الأمر تحركاً من جميع الأطراف الداخلية، لإزاحة هذا القائد قبل أن يتسبب في التدهور كاملا، ويتشابه الوضع عندما يصبح القائد عبئاً ولا يمكن الاستمرار في حماية أخطائه أو تحركاته غير المدروسة، فحينها يصبح “الكش” مطلباً لا مفر منه من أجل إلانقاذ من السقوط في مستنقع الإخفاق والتشتت.

إن عملية التخلص من القائد الفاشل وإيجاد قيادة بديلة ليست بالأمر السهل فهي تحتاج إلى شجاعة ورؤية من قبل الأعضاء الذين يمثلون القطع المختلفة.

ومن أبرز ما يميز لعبة الشطرنج هو أن كل حركة تترك تبعات واستراتيجيات تتطلب تفكيراً طويل الأمد فالتضحية بقطعة صغيرة قد تكون ضرورية من أجل تحقيق مكاسب أكبر، لكن المشكلة تبدأ عندما يقوم القائد باجبار الآخرين على التضحية دون أي تقدم حقيقي وهنا يصبح القائد غير قادر على اتخاذ القرارات لتحقيق ألاهداف، بل يصبح همه الوحيد البقاء في منصبه حتى وإن كان على حساب المستقبل وهذا النوع من القادة ينخرط في ما يمكن وصفه بتكتيك “البقاء بأي ثمن”، فيضحي بالأعضاء الذين يمثلون “الجنود” ويضغط على الحلفاء دون إدراك لحقيقة أن الحزب هو كيان يعتمد على التعاون المتبادل لا على التضحية الفردية من أجل شخص واحد.

التغيير الحقيقي لن يحدث طالما أن -القائد الفاشل- يتمسك بموقعه ويقاوم بكل قوته، لأن الاستمرارية في نفس المسار ستقود إلى انهيار شامل لذلك، يأتي دور الأعضاء في الضغط من أجل التغيير، فهم وحدهم قادرون على فرض “الكش ” وإنهاء سلطة القائد الفاشل وإذا لم يقم الأعضاء باتخاذ خطوة جريئة نحو استبدال القيادة غير الكفؤة، فقد يجدون أنفسهم يوماً ما أمام كنظومة فاقدة للاتجاه والشرعية، وتعاني من فقدان الدعم والانقسامات الداخلية.

إن “الكش” ليس مجرد نهاية للعبة، بل هو بداية لصفحة جديدة، وإعادة تموضع بحيث يُعاد تشكيلها بقيادة تحمل رؤية وإرادة للتغيير وهذه الخطوة ليست سهلة ولا تتم في ليلة وضحاها.فهي تتطلب وحدة وتضامناً من الجميع ضد الشخص الفاشل، كما تتطلب وضوحاً في الأهداف وتحديداً للأدوار، حيث تصبح “القطع” المختلفة أدوات بناء لا أدوات حماية مؤقتة وهدم.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا