**(إِنَّا عَلَى العَهْدِ)**
✍️ عبد الإله عبد القادر الجنيد
______________
يَا كَرْبَلَاءَ زَمَانٍ خَاضَهَا الحَسَنُ
وَخَانَهَا الذُلُّ وَالأَنْذَالُ وَالرِّمَمُ
وَمَعْشَرٌ غَرَّهُم بِاللَّهِ أَنَّهُمُ
تَمَسَّكُوا بِعُرَى الشَّيْطَانِ فانقسَمُوا
تَنَصَّلُوا عَنْ هُدَى القُرْآنِ وَانقَلَبُوا
عَنِ الجِهَادِ فَكَادَ الحَقُّ يَنْهَزِمُ
فَعَاقَرُوا المُلْكَ طُغْيَانًا لِأُمَّتِهِم
لَكِنَّهُمْ لَوْ تَرَى لِلغَاصِبِ الخَدَمُ
أَغَاضَهُمْ أَنْ نَصْرَ اللَّهِ قَائِدُنَا
بِهِ تَجَلَّى زَمَانُ النَّصْرِ وَالشِّيَمُ
هَدِيَّةُ اللَّهِ نُورٌ نَسْتَضِيءُ بِهِ
وَوَارِثُ المُرتَضَى وَالسَّيِّدُ العَلَمُ
كَانَتْ فِلَسْطِينُ وَالأَقْصَى قَضِيَّتَهُ
وَالانْتِصَارُ لِدِينِ اللَّهِ يَعْتَزِمُ
لَمَّا تَوَثَّبَ لِلطُّوفَانِ يَنْصُرُهُ
بِدَعْمِهِ غَزَّةَ الطُّوفَانِ مُذْ هَجَمُوا
تَآمَرُوا خِلْسَةً وَالرُّعْبُ يُفْضِحُهُمْ
فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ مَكْرًا لِيَنْتَقِمُوا
إِنْ يَمْكُرُوا اليَوْمَ بِهْتَانًا فَقَدْ مَكَرُوا
بِالأَمْسِ فِي كَرْبَلَاءَ الطُّفِّ إِذْ ظَلَمُوا
وَإِنْ تَكُنْ غَزَّةُ تَدْعُو لِنُصْرَتِهَا
فَلَمْ يُغِيثُوا وَمَا هَبُّوا وَمَا دَعَمُوا
فَدَعْ أَذَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ أَوْرَثَنَا
رُوحَ الشَّهِيدِ بِهِ نُحْيَا وَنَتَّسِمُ
يَا قَائِدًا لِزَمَانِ النَّصْرِ أَيْقَظَنَا
عَنْ وَصْفِهِ تَعْجِزُ الأَقْلامُ وَالكَلِمُ
فِي يَوْمِ ذِكْرَاكَ تَبْكِي النَّفْسُ خَائِرَةً
مَكْلُومَةً يَعْتَصِرُهَا الحُزْنُ وَالأَلَمُ
فَقَدْ بَكَى الدَّهْرُ وَالأَشْوَاقُ تَنْتَحِبُ
وَالْكَوْنُ يَبْكِيهِ وَالأَرْكَانُ وَالحَرَمُ
أَنْتَ الَّذِي يَعْرِفُ الأَقْصَى شَجَاعَتَهُ
وَمِحْوَرُ النَّصْرِ وَالإِسْلاَمِ وَالأُمَمُ
نَجْمٌ تَبَدَّى عَلَى الدُّنْيَا بِحِكْمَتِهِ
مِنْ أَنْجُمٍ سَيِّدِ الكَوْنَيْنِ جَدِّهِمُ
أَحْيَا بِنَفْخَتِهِ فِي صُوَرِ هِمَّتِنَا
رُوحَ الجِهَادِ وَمِنْهُ تُشْحَذُ الهِمَمُ
أَحْيَا بِأَنْفُسِنَا رُوحًا مُقَاوِمَةً
وَأُمَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَقْتَحِمُ
فَكَانَ فِي أُمَّةِ الإِسْلاَمِ قَائِمَهَا
وَصُبْحَ صَحْوَةِ أَجْيَالٍ بِهِ عُصِمُوا
إِذَا أَطَلَّ مِنَ الشَّاشَاتِ مُبْتَسِمًا
مِنْ قَوْلِهِ بُهِتَ الفِرْعَوْنُ وَالقَزَمُ
مُقَاوِمٌ لَمْ تَرَ الدُّنْيَا كَهَيْبَتِهِ
تَخِرُّ سَاجِدَةً مِنْ بَأْسِهِ القِمَمُ
مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُتَّقِدًا
مُؤَيَّدًا كَانَ بِالرَّحْمَنِ يَعْتَصِمُ
وَذَائِدٌ عَنْ حِمَى الأَوْطَانِ نَاصِرُهَا
وَفِي الميَادِينِ وَالسَّاحَاتِ يَلْتَحِمُ
فِي كُلِّ مَعْرَكَةٍ إِنْ قَامَ مُتَشَحًا
يَسْتَلُّ سَيْفَ الوَغَى وَالنَّارُ تَضْطَرِمُ
وَكَاسِرًا لأُنُوفِ الكُفْرِ مُرْغِمُهَا
يَخَافُهُ الغَاصِبُ المُحْتَلُّ وَالصَّنَمُ
فِي عَتْمَةِ اللَّيْلِ كَانَ اللَّهُ مَلْجَأَهُ
يُبِيتُهُ سَاجِدًا لِلَّيْلِ يَغْتَنِمُ
يَا صَانِعَ المَجْدِ فِي عُلْيَاءِ عِزَّتِنَا
وَقَاهِرَ الكُفْرِ وَالطُّوفَانِ يَحْتَدِمُ
أَوْلاكَ رَبُّكَ أَبْطَالًا نُصِرْتَ بِهِم
فَمَا اسْتَكَانُوا لِمُحْتَلٍ وَمَا هُزِمُوا
إِذَا تَوَكَّلْتَ بِاسْمِ اللَّهِ لَمْ يَهِنُوا
وَإِنْ عَزَمْتَ لِدَحْرِ المُعْتَدِي عَزَمُوا
كُنْتَ الوَفَاءَ فَمَنْ ضَحَّى بِمَهْجَتِهِ
إِلَيْهِ يَنْتَسِبُ الإِحْسَانُ وَالكَرَمُ
لَوْلَا مُقَاوِمَةٌ قَدْ كُنْتَ صَانِعَهَا
لِكُلِّ لُبْنَانَ كَادَ القِرْدُ يَلْتَهِمُ
وَفِي جَنُوبِ الإِبَاءِ الحُرِّ مُغْتَصِبٌ
لِلأَرْضِ وَالسَّهْلِ وَالوِدْيَانِ يَقْتَضِمُ
كُنْتَ الأَمَانَ لَنَا بَلْ كُنْتَ مَدْرَسَةً
بِفَضْلِهِ سَادَتِ الأَخْلاَقُ وَالقِيَمُ
لَمَّا تَذَكَّرْتُ نَصْرَ اللَّهِ آلَمَنِي
رَحِيلُهُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَأصَلَ الوَرَمُ
إِنَّا عَلَى العَهْدِ نَمْضِي فِي مَسِيرَتِهِ
بِكُلِّ عَزْمٍ وَمِنَّا العَهْدُ وَالقَسَمُ
مِنْ قَاتِلِيكَ أَبَا هَادِي وَمِحْوَرِهِم
غَدًا سَنَفْتَحُ لِلأَقْصَى وَنَنْتَقِمُ
***
========
*اللهُ أَكْبَرُ*
*الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا*
*الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ*
*اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ*
*النَّصْرُ لِلْإِسْلَامِ*
الكاتب من اليمن